ذكرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن الخطة التي جرى تدبيرها بين دول الحصار لزعزعة استقرار قطر ارتدّت بنتائج عكسيّة، وأثارت حالة من الإعجاب والتوقير لشخص أمير البلاد، تميم بن حمد آل ثاني.
وأضافت الصحيفة أنّ محور الحصار الرباعي، الذي يضمّ السعودية والإمارات والبحرين ومصر، اتهم قطر بتمويل "الإرهاب"، وكان يأمل، على ما يبدو، بأن يؤدي عزل الدوحة عن جيرانها إلى الإطاحة بأمير البلاد الشاب (36 عامًا)، لكن النتيجة الآن، بعد خمسة أسابيع على مقاطعة قطر، هي العكس تمامًا.
وتشير الصحيفة، في هذا السياق، إلى أن تجاهل الشيخ تميم للحملة التي استهدفت تغيير السياسة الخارجيّة لبلاده قد أربك الدول المقاطعة، وتحديدًا ولي العهد السعودي الجديد، محمد بن سلمان، وحلفاءه، وفق ما يقدّر البعض.
ونقلت الصحيفة عن الشيخ سيف آل ثاني، وهو أحد أقارب الأمير، ومدير الاتصالات في الحكومة القطرية، قوله: "لا أعتقد أنهم (دول الحصار) يتفقون في ما بينهم على كيفية الخروج من هذه المشكلة، أعتقد أنّهم ظنّوا أن المسألة ستنتهي في غضون أيام قليلة".
وترى الصحيفة البريطانية أن ممارسات دول الحصار سلّطت الضوء على الأمير الذي أكمل تعليمه في بريطانيا، والذي يبدو أنه قد نفض الآن عنه ظلّ والده؛ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي تنازل عن منصبه منذ أربع سنوات. عطفًا على ذلك، يضيف كاتب المقال أن وجود أميرٍ شاب، ذي فكر عالميّ، في ظلّ هذا الظرف الحساس؛ قد أثبت أنّه بمثابة "نعمة" لجهود قطر في مجال العلاقات العامة.
واستدعت الأزمة الحاليّة بذل جهود دبلوماسيّة ضخمة من جانب دول الغرب، قبل أن تدرك أخيرًا أنها تمثّل أزمة استراتيجيّة، وفق ما يقول معلّق الصحيفة، على اعتبار أن أطرافها هي كلّها دول حليفة للغرب، كما أنّ قطر والإمارات موطن للقواعد المنخرطة في الحرب ضدّ تنظيم "داعش".
وفي هذا الإطار تحديدًا، تشير الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، قد أعاد التأكيد بشكل علني على العلاقة الأمنية مع قطر، وهو ما يمثّل تحذيرًا واضحًا ضدّ أي شكل من أشكال العمل المباشر ضدّها.
وفي نهاية الأسبوع الماضي أيضًا، زار وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، السعودية وقطر، فضلًا عن الكويت التي تقوم بدور الوساطة، ودعا من هناك إلى وقف التصعيد، قائلًا: "انطباعي هو أنه يمكن تحقيق تقدم، وهناك طريق للأمام"، قبل أن يضيف: "نعتقد أن الحصار غير مرحّب به".
ويقول أولئك الذين يعرفون الأمير أنه واثق من قدرته على مقاومة هذا الهجوم، وفق ما تنقله الصحيفة، ومع ذلك، فإن ثمة جهودًا دقيقة من أجل التوصل إلى حل توافقي.
وتنقل الصحيفة عن مصدر سعودي قوله إنه لا أرجحية لوجود ثورة داخلية ضد حكم الأمير، مستدركًا بالقول إن "رحلة قطر نحو أن تصبح لاعبًا إقليميًّا ودوليًّا كبيرًا ستصل إلى نهايتها".
وفي مقابل ذلك، يكتب معد التقرير أن الصورة التي خطّها الفنان القطري أحمد المعاضيد، ويظهر فيها رسم للأمير تميم محدّقًا بشكل بطولي في المسافة، فوق شعار "تميم المجد"؛ لاقت تفاعلًا لافتًا من قبل القطريين، وأصبحت اللوحات المرسومة على الجدران الآن مليئة بكتابات "الغرافيتي" التي تعبّر عن التضامن معه، وقد كتب عليها أحدهم: "آخرون لديهم العالم، ونحن لدينا تميم".
(العربي الجديد)