نفى مصدر في وفد المعارضة السورية إلى جنيف أن يكون قد تم، خلال الجولة الحالية من المفاوضات مع النظام، طرح إمكانية تشكيل مجلس عسكري مشترك.
وقال المتحدث باسم وفد المعارضة السورية، يحيى العريضي، لـ"العربي الجديد" إن "هناك انسدادا متواصلا في محادثات جنيف، وذلك لكون النظام ما زال يصر على نهج المماطلة، معولا على داعميه روسيا وإيران، دون أن تتبلور لديه حتى الآن أية إرادة للانخراط الجدي في الحل السياسي، أو حتى في المسائل التقنية، والتي حققت المناقشات بشأنها بعض التقدم مع وفد المعارضة، دون أن يقابله تقدم مماثل مع وفد النظام".
وأوضح العريضي أن "النظام يسعى إلى تفريغ مناقشات جنيف من محتواها والدفع باتجاه (حل) على طريقته، يقوم على (المصالحات المحلية) وتهجير من يرفض تلك المصالحات إلى الشمال السوري، كما حدث في الكثير من المناطق السورية، وهي سياسة تحظى، كما يبدو حتى الآن، بدعم من حليفتيه روسيا وإيران".
وبشأن موقف المعارضة من اتفاق الجنوب السوري، قال إن "المعارضة همها، خلافا لتكتيكات النظام ضيقة الأفق، هو الحفاظ على البلاد والإفراج عن المعتقلين، وتحقيق العدالة والديمقراطية، وكل هذه الأمور لا تحل إلا بوجود إطار سياسي".
وأكد أن "المعارضة تعتبر اتفاق الجنوب تطورا إيجابياً، لأنه يهيئ الأرضية المناسبة للحل السياسي، لكن النظام عمد، بعد ساعات من توقيع الاتفاق، إلى استهداف المنطقة المشمولة بالاتفاق، خاصة ريف السويداء الشرقي، حيث يوجد (الجيش الحر) ولا وجود لتنظيم (داعش) في تلك المنطقة، التي قال إنها منطقته ويعرفها جيدا".
واستبعد المتحدث باسم وفد المعارضة السورية أن تسفر الجولة الحالية من مفاوضات جنيف عن أي تقدم، معربا عن أمله في أن تجري مناقشات جدية بشأن القضية السورية خلال دورة الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، ومعولا، أيضا، على التعاون الروسي الأميركي الذي قد يثمر سياسيا كما أثمر في اتفاق الجنوب.
وحول ما تسرب عن طرح روسي بشأن تشكيل مجلس عسكري مشترك بين النظام والمعارضة، يتولى إدارة البلاد خلال المرحلة المقبلة، نفى العريضي طرح هذا الأمر على وفد المعارضة، قائلا إنه لم يسمع بالأمر إطلاقا.
وحول هذه النقطة، قال اللواء المنشق محمد حاج علي، لـ"العربي الجديد"، إنه سمع بهذه التسريبات، وقد سبق أن نوقش هذا الأمر خلال ورشات عمل كثيرة مع جهات دولية، و"أعتقد أنهم يعملون عليه"، ولم يستبعد حصوله في حال كانت هناك إرادة روسية أميركية مشتركة على هذا الأمر.
وأوضح حاج علي أن الهدف من إقامة مثل هذا المجلس هو "جمع قوات النظام والمعارضة لمحاربة الإرهاب المصنف، وحفظ الأمن داخل البلاد، وتنظيم العمل المسلح، وجمع الأسلحة من أيدي من لا يؤمنون بالحل السياسي".
وأعرب حاج علي عن اعتقاده بصعوبة حدوث ذلك من دون وضوح الرؤية السياسية للحل.
وقد اجتمع في جنيف، اليوم، المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، مع وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري. وقال دي ميستورا بعد اللقاء إن النقاش تركز على محاربة ما سماه الإرهاب.
كما وصل إلى جنيف، اليوم، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، للمشاركة في المداولات مع المبعوث الدولي، وذلك قبل يوم واحد من ختام المفاوضات المقرر يوم غد الجمعة.