اقتحمت مجموعة متطرفة من المستوطنين، صباح اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك، وتجولت فيها تحت حراسة وحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وسط الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة على بوابات الحرم القدسي.
وقال أحد مسؤولي الحراسة لـ"العربي الجديد"، إن ما مجموعه 79 مستوطناً شاركوا حتى اللحظة في هذه الاقتحامات، علماً بأن العدد مرشح للارتفاع، بالنظر إلى أن الاقتحامات ما زالت مستمرة.
وأشار إلى اعتقال قوات الاحتلال فجر اليوم حمزة الشرباتي، أحد حراس المسجد الأقصى، في حين أطلقت سراح ثلاثة حراس كانوا معتقلين لديها، وقررت إبعادهم عن عملهم في المسجد لمدة أسبوعين.
وفي السياق، واصل العشرات من مسؤولي وموظفي الأوقاف اعتصامهم قرب أبواب الأقصى رافضين الدخول عبر بوابات الفحص الإلكتروني، في وقت أدى مئات المواطنين صلاة الفجر في الساحات والشوارع العامة، وسط تدفق أعداد كبيرة من المواطنين من مدن وبلدات الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 منذ ساعات الصباح الأولى إلى المدينة المقدسة التي يحاصرها الجنود بحواجز التفتيش.
الاحتلال يحاصر مستشفى المقاصد
من جهة أخرى، منعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، أصدقاء وأقارب الشاب علاء أبو تايه الذي أصيب أمس خلال المواجهات في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، من الوصول إلى غرفته بمستشفى المقاصد، وأبلغتهم بأنه قيد الاعتقال.
وأفادت عائلة الشاب لـ"العربي الجديد"، بأن قوة من شرطة الاحتلال تتواجد في مشفى المقاصد الإسلامية في القدس، وتمنع أي أحد من الاقتراب من غرفته حيث خرج علاء صباح اليوم، من العملية الجراحية التي أجريت له، ومن ثم قامت بنقل أبو تايه إلى مستشفى "هداسا" الإسرائيلي لتحوله من هناك إلى الاعتقال.
بدورها، ناشدت إدارة مستشفى المقاصد كافة المؤسسات والهيئات الدولية التدخل لحماية المستشفى بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال منذ يوم أمس، حيث لا تزال قوة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي وعناصر الحراسة الأمنية تتواجد حتى اللحظة في أقسام المستشفى، تحت حجة وجود أحد المصابين في وحدة العناية المكثفة داخل المشفى.
كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل فلسطينيين في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، واعتقلت الشاب فادي مطور، بينما أبعدت شابين عن البلدة القديمة لمدة 10 أيام قبيل الإفراج عنهما.
واعتقلت أيضاً، الصحافي رضوان قطناني من مخيم عسكر القديم شرقي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، بينما اعتقلت ثلاثة شبان آخرين بعد مداهمة منازلهم، وتفتيشها في عدة أحياء بالمدينة.
كما اعتقلت الشاب أشرف جابر من بلدة حارس شمال مدينة سلفيت، والشاب عماد بني عودة من بلدة طمون جنوب مدينة جنين، إضافة إلى الشاب علي دبور من مخيم الجلزون، شمالي رام الله، والشاب رزق ربيع من بلدة أبوديس جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة.
يذكر أن مواجهات عنيفة اندلعت أيضاً في بلدة حزما شرقي القدس، أصيب خلالها شاب بالرصاص الحي، وبلدة أبوديس، وبلدة طمون، فيما شهدت مدينة القدس في ساعة متأخرة من مساء أمس، مواجهات مماثلة في عدة أحياء وبلدات.
الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن المساس بالأقصى
من جهته، حمّل رئيس الحكومة الفلسطينية اليوم الثلاثاء، الحكومة الإسرائيلية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن المساس بالمسجد الأقصى المبارك وكافة محاولات الاحتلال لتهويد القدس وتغيير معالمها التاريخية وطمس هويتها العربية الفلسطينية.
وأكد الحمد الله في كلمة له بمستهل الاجتماع الأسبوعي مجلس الوزراء الفلسطيني بمدينة رام الله، للعالم أجمع أن إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، ليس لها أي سيادة قانونية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وأن قوة الاحتلال لا تبطل حقا ولا تحق باطلا، وأن كافة الإجراءات التي تفرضها على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى مرفوضة جملة وتفصيلا.
ودعا المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها، لمنع اعتداءات حكومة الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، وتأمين حماية دولية للشعب والمقدسات الفلسطينية، ووقف إجراءات الاحتلال التي تنتهك كافة القوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية، بل والشرائع السماوية.
وحذر رئيس الوزراء الفلسطيني من تداعيات وعواقب إجراءات حكومة الاحتلال في القدس الشريف، ودعا الشعب الفلسطيني، إلى الوحدة وإنهاء الانقسام والوقوف صفا واحدا موحدا لمواجهة مخططات الاحتلال وإجراءاته التعسفية ومحاولاته تهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك.