تعديلات جديدة للاحتلال على أبواب الأقصى... ومجلس الأمن يبحث التصعيد الإسرائيلي غداً
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن نشاطاً كبيراً لقوات الاحتلال، ومعدات ثقيلة توجهت نحو البوابات بعد منتصف الليل، وتبين لاحقاً أنها سواتر حديدية إضافية حول البوابات، لمنع المصلين والمرابطين الفلسطينيين من التجمهر أو الاقتراب منها.
وأضافت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال نصبت جسوراً حديدية قريبة من البوابات، وثبتت عليها كاميرات مراقبة ذكية، لرصد تحركات المقدسيين والمرابطين الذين يواصلون رفضهم المرور عبر البوابات الإلكترونية.
إلى ذلك، عبر مسؤولون في الأوقاف لـ"العربي الجديد" عن خشيتهم من أن تكون سلطات الاحتلال تعتزم استبدال البوابات الإلكترونية بهذه الأعمدة ومرفقاتها وإخضاع المصلين لفحوصات أشد، ما يعني أن الأمور تتجه نحو التصعيد أكثر.
وأكد المفتي العام للقدس، الشيخ محمد حسين، في تصريح لـ"العربي الجديد" رفض المرجعيات الدينية لأي إجراءات جديدة تفرضها سلطات الاحتلال عند بوابات الأقصى، مؤكداً أن الحل للوضع الراهن يقتضي "إزالة كل آثار العدوان على الأقصى".
ميدانياً، أدى المئات من المصلين، صلاة الفجر، عند أقرب نقطة وصول للمسجد الأقصى المبارك، وفي باب الأسباط، للتأكيد على رفض كل الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال عند مداخل المسجد الأقصى المبارك، وسط هتافات وصيحات التكبير.
وفي الضفة الغربية المحتلة، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم، الأحد، حملة اعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين، من بينهم قيادات في حركة "حماس" ونشطاء وأسرى محررون.
ومن مدينة سلفيت في شمالي الضفة الغربية المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس، عمر عبد الرازق، بينما اعتقلت النائب، الشيخ شاكر عمارة، من مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية المحتلة.
واعتقلت قوات الاحتلال أسرى محررين ونشطاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عرف منهم، نضال أبو سنينة، وإسماعيل النضاح، وجمال عادي، ونضال أبو رميلة، ونوح الهشلمون وأحمد العويوي من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الأسرى المحررين علاء الزعاقيق، ومحمد إخليل من بلدة بيت أمر، وعبد المحسن زماعرة من بلدة حلحول شمالي مدينة الخليل، بينما اعتقلت الشاب وليد خضر من بلدة الخضر جنوبي بيت لحم، والشاب جعفر العروج من بلدة تقوع شرقي المدينة، والناشط صلاح الخواجا من بلدة نعلين غربي رام الله، وأسامة الطقز من قرية كوبر شمالي رام الله.
وفي شمال الضفة الغربية المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الشبان معاذ عطية، ومحمد عطية، ومصعب عطية، ومحمد فريج من مدينة قلقيلية، وعمر الحلبي من مدينة نابلس، وأشرف دراغمة من مدينة طوباس، وعبد السلام أبو الهيجا من مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد عادت فجر اليوم واقتحمت قرية كوبر مسقط رأس الأسير عمر العابد، منفذ عملية مستوطنة "حلميش" الجمعة الماضية، وداهمت عدداً من منازل أقاربه وشرعت بتفتيشها وتعمد تخريب محتوياتها، إضافة إلى إعادة إغلاق مداخل القرية التي تم فتحها بالسواتر الترابية، وسط اندلاع مواجهات مع الشبان.
وشهدت عدة قرى وبلدات في الضفة الغربية المحتلة مواجهات مع الاحتلال، في قرية حزما شرقي القدس، وبلدة أبوديس في الجنوب الشرقي للمدينة، وبلدة ترمس عيا شمال رام الله، ونعلين غربي المدينة، وبيت أمر شمالي الخليل، وبيت عنون شرقا.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من تصريحات لمصادر إسرائيلية مختلفة، قالت إن "رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يجري مشاورات طارئة ومستمرة مع الجيش والمخابرات والشرطة، بهدف البحث في إزالة البوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال أمام المسجد الأقصى".
وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية وفقاً لمصادر مطلعة، أنه من المقرر أن يبدأ موظفو بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، صباح اليوم الأحد، بوضع ترتيبات جديدة، عبر وضع حواجز حديدية من الجانبين لخلق نوع من الممر عند مداخل المسجد الأقصى، فيما تقوم الشرطة الإسرائيلية بفحص بدائل جديدة للبوابات الإلكترونية.
وعلى صعيد التحركات الدولية، قال دبلوماسيون يوم السبت، إن مجلس الأمن الدولي، من المقرر أن يجتمع غداً، الإثنين، لبحث التصعيد الإسرائيلي في القدس.
وقال كارل سكو، مندوب السويد لدى مجلس الأمن على "تويتر" إن: "السويد وفرنسا ومصر طلبت عقد الاجتماع ليناقش بشكل عاجل كيف يمكن دعم النداءات التي تطالب بخفض التصعيد في القدس".
في غضون ذلك، أكدت المرجعيات الدينية في مدينة القدس وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، على رفضها القاطع للبوابات الإلكترونية وكل الإجراءات الاحتلالية التي تنفذها في محيط وبوابات المسجد الأقصى المبارك.
وأشارت المرجعيات الدينية في القدس، خلال بيان صدر عنها، صباح اليوم الأحد، ووصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، إلى أن إجراءات الاحتلال من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الواقع التاريخي والديني في القدس ومقدساتها، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
وطالبت المرجعيات الدينية، ممثلة برئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، ومفتي القدس الديار الفلسطينية، والقائم بأعمال قاضي القضاة، المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في وقف العدوان الذي يتصدى له الفلسطينيون.
كما ناشدت المرجعيات خلال البيان، العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، بتحمّل مسؤولياته بصفته صاحب الرعاية والوصاية على المقدسات في القدس المحتلة، فيما دعت الرئيس محمود عباس، وكافة القادة العرب والمسلمين، إلى تحمل مسؤولياتهم كذلك، واستخدام كافة أوراق الضغط السياسية والقانونية لصد العدوان على المقدسات والفلسطينيين.
في السياق، أكد نادي الأسير الفلسطيني أن محكمة صلح الاحتلال الإسرائيلي في القدس أصدرت قرارات تقضي بالإفراج عن قيادات وشبان مقدسيين، بشروط أهمخا "الإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك"، وذلك حتى تاريخ الثاني من أغسطس/ آب القادم، ومنعهم من إجراء لقاءات صحافية.
وأوضح النادي في بيان له، أن الإفراج جاء عن كل من القيادي في حركة فتح ومسؤول ملف القدس في الحركة، حاتم عبد القادر، وأمين سر حركة فتح في القدس، عدنان غيث، علاوة على ناصر هدمي، وناصر عجاج، ومحمد أبو الهوى.
ولفت النادي إلى أنه من بين تلك الشروط كذلك منع إجراء لقاءات صحفية وخطابات أو الاشتراك في مظاهرات حتى تاريخ 27 أغسطس/ آب القادم، وعدم الاتصال مع مواطنين فلسطينيين جرى اعتقالهم أثناء المواجهات وذلك حتى تاريخ 27 أغسطس/ آب القادم، بالإضافة إلى كفالة طرف ثالث بقيمة خمسة آلاف شيقل بالعملة الإسرائيلية.
وكانت محكمة الاحتلال مددت الليلة الماضية اعتقال ثمانية مواطنين فلسطينيين ممن جرى اعتقالهم يوم الجمعة الماضي، وذلك حتى يوم غد الإثنين وبعد غد الثلاثاء، لاستكمال التحقيق، وهم: معتز عيده، ولؤي جابر. وهما مصابان جراء تعرضهما للضرب المبرح أثناء عملية اعتقالهما.
كما ومددت المحكمة اعتقال كل من: إبراهيم أبو عرفه، وأحمد عاشور، وصهيب ابو سنينة، وسعد كياينة، وأمير غيث، إضافة إلى الفتى حسن العجلوني (16) عاماً.
وفي وقت سابق من يوم مساء أمس أفرجت سلطات الاحتلال عن المواطن المقدسي عبادة نجيب بشرط الحبس المنزلي لمدة خمسة أيام وكفالة (300) شيقل.