شنّ تنظيم "داعش" الإرهابي هجوماً معاكساً ضد مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي في مدينة الرقة، فجر اليوم الثلاثاء، بعد تقدم جديد من قبل المليشيات جنوب المدينة، في حين أصيب مدنيون بقصفٍ شنته المليشيات على قرية تخضع لسيطرة "الجيش السوري الحر" في ريف حلب الشمالي.
وقالت مصادر محلية، إن تنظيم "داعش" شن هجوماً معاكساً ضد "قوات سورية الديمقراطية" في منطقة السكن الشبابي، شرق مدينة الرقة، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وذلك تزامناً مع استمرار المعارك في منطقة سكن الضباط جنوب المدينة، بعد تقدم المليشيات، بدعم من طيران التحالف الدولي "ضد الإرهاب".
وفي غضون ذلك، اتهمت مصادر، مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" بالانسحاب من بلدة العكيرشي وقرية دلحة في ريف الرقة الجنوبي وتقدم مليشيا "قوات العشائر" التابعة لقوات النظام السوري، إلى المنطقتين والسيطرة عليهما، ولم يصدر بيان من أحد الطرفين يؤكد أو ينفي تلك الاتهامات.
وفي سياق متصل، استمرت المواجهات بين قوات النظام وتنظيم "داعش" في ناحية السبخة بريف الرقة الجنوبي الشرقي، حيث تهدف قوات النظام إلى التقدم نحو الحدود الإدارية مع ريف دير الزور الشرقي.
وقُتل سبعة من عناصر فرع المخابرات الجوية التابع لقوات النظام السوري، خلال معارك مع التنظيم في جبهات القتال على محور ريف حماة الشمالي الشرقي، المتاخم لريف الرقة الجنوبي.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن مستشفى سلمية الوطني في ريف حماة الشرقي، استقبل اليوم خمسة عناصر من مرتبات فرع المخابرات الجوية، قُتلوا خلال معارك مع تنظيم "داعش" في محور خط طريق نقل البترول، والشيخ هلال على الحدود الإدارية مع ريف الرقة الجنوبي.
وأوضحت أنه تم مباشرة نقل الجثث بعد وصولها إلى المستشفى وسلمت لذويهم، وتم تشييعهم في المدينة وسط إطلاق نار كثيف، وتزامن ذلك مع وصول جثتين جديدتين إلى المستشفى لعنصرين آخرين قُتلا على ذات الجبهة.
ويشن النظام السوري عمليات عسكرية منذ أسابيع بمساندة مليشيات محلية وأجنبية في محاور بلدة الشيخ هلال القريبة من طريق الرقة حماة، وفي خط نقل البترول شرق ناحية سلمية، بالتزامن مع تقدمه باتجاه الشرق في ريف الرقة الجنوبي وسيطرته على مساحات واسعة في البادية بناحية السبخة في الرقة.
إلى ذلك، شن الطيران الروسي غارات على عدة مناطق بناحية عقيربات شرقي حماة، كما طاولت الغارات محيط حقل الهيل النفطي بريف حمص الشمالي الشرقي، ومحيط مدينة السخنة، دون وقوع إصابات بشرية.
وفي الشأن ذاته، ذكرت حملة "الرقة تذبح بصمت" أن قصفاً من الطيران الروسي، أسفر أمس عن مقتل أكثر من سبعة مدنيين في بلدة الجابر بريف الرقة الشرقي.
من جهة أخرى، أفاد "مركز حلب الإعلامي" أن أكثر من خمسة عشر شخصاً أصيبوا بجروح مساء أمس الإثنين، جلّهم من الأطفال، إثر قصف مدفعي شنته مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" على قرية كلجبرين في ريف حلب الشمالي.
وفي ديرالزور، وقعت اشتباكات عنيفة بين تنظيم "داعش" وقوات النظام السوري على أطراف قرية البغيلية غرب المحافظة، بالتزامن مع قصف جوي روسي على المنطقة، في حين قام تنظيم "داعش" بمداهمة منازل مدنيين واعتقال عدد من الشبان في قرى أبو حمام والكشيكة في بادية الشعطيات شرق ديرالزور.
وفي ريف الحسكة الشمالي، ذكرت مصادر أن مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، شنت حملة اعتقالات في ناحية عامودا، طاولت عشرات الشبان بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها.
وفي حماة، قصف الطيران الروسي عدة مواقع في مناطق تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" في بلدة عقيربات وقرية حمادة عمر ومحيطها، في ريف حماة الشمالي الشرقي.
إلى ذلك، قال "مركز الغوطة الإعلامي" إن طيران النظام السوري جدد استهداف مدن وبلدات زملكا وعين ترما والشيفونية في الغوطة الشرقية منذ صباح اليوم في ريف دمشق.
وأضاف "مركز الغوطة الإعلامي" أنّ عدداً من المدنيين أصيبوا بجروح مختلفة بينهم طفل جراء ثلاث غارات جوية من النظام السوري استهدفت المنطقة الواصلة بين مدينة دوما وبلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية.
في المقابل، زعمت مصادر موالية للنظام السوري أن قذائف صاروخية سقطت في محيط السفارة الروسية في حي المزرعة بمدينة دمشق وفي ساحة العباسيين، وأسفرت عن أضرار مادية.
وفي ريف دمشق الشمالي الغربي، واصل طيران النظام السوري استهداف مواقع لتنظيم "هيئة تحرير الشام" الإرهابي، في جرود بلدة عرسال من الجانب السوري على الحدود مع لبنان، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.