ووفقًا لأعضاء داخل البرلمان العراقي، فإن "أزمات التحالف الوطني الحاكم، وتراجع شعبية ودور المالكي، دفعته إلى موسكو بعد وصول مؤشرات قوية من إيران أنه لم يعد الرهان الرابح في العراق، فضلًا عن الفيتو الأميركي والعربي حول عودة إنتاج نوري المالكي بأي طريقة خلال مرحلة ما بعد تنظيم داعش".
وقال القيادي في "التيار الصدري"، حسين البصري، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة المالكي إلى موسكو محاولة لشراء سيد جديد له، ومن المؤكد أنه عرض خدماته على الروس، لكن السؤال هو: هل نجح بيعه، أم أن الروس فهموا حجمه الحالي بالعراق؟"، وفقًا لقوله.
وأكد أن "المالكي أعاد حساباته، ولم يجد سوى روسيا كقوة مؤثرة في المنطقة قد يمكن لها أن تدعمه في المرحلة المقبلة للبقاء ضمن واجهة الأحداث السياسية، على أقل تقدير".
وأوضح أنّ "الملفات التي حملها المالكي لروسيا لا تعرف تفاصيلها بدقة، لكن الذي نعلمه أنّه سيقدم وعودًا كبيرة لموسكو، وعلى الروس أن يفهموا أن منصب المالكي لا يؤهله لأي قرارات تنفيذية أو تشريعية، كما أنه لا يتمتع بأي حظوظ في الانتخابات المقبلة".
وقال أحد أعضاء الوفد المرافق للمالكي إن أول أمس الإثنين، الذي شهد الاجتماع المغلق بين المالكي ولافروف، شهد تأخيرًا من قبل الوزير الروسي، مبينًا أن المالكي اضطر للانتظار 41 دقيقة داخل غرفة الاجتماع مع مساعديه قبل أن يحضر لافروف، وهو ما أثار امتعاضًا لديه.
والتقى المالكي، في زيارته أمس، مع الرئيس فلاديمير بوتين، لمدة لم تتجاوز 15 دقيقة.
وأكد المالكي لبوتين، حسب بيان صدر عن الأول، أنّ "الخيار الاستراتيجي للعراق يستند إلى فهم أهمية دور روسيا في المنطقة وفي العراق"، مشيرًا إلى أنّه "في كل زيارة له يضيف الجانبان الروسي والعراقي مساعي جديدة إلى أسس تعزيز الرغبة المشتركة في تعميق العلاقات بين البلدين".
يشار إلى أنّ الصراع السياسي محتدم داخل كتل التحالف الحاكم، بينما لم يستطع المالكي، وهو زعيم "ائتلاف دولة القانون" (جزء من التحالف)، استمالة الجانب الأميركي، الأمر الذي دفعه للبحث عن داعمين جدد.