وجاء ذلك في بيانٍ نشره الموقع الرسمي للوزارة، أمس الإثنين؛ الأمر الذي أكد فحوى ورقةٍ انتشرت بشكل واسع خلال اليومين الماضيين، موقعة من مدير "إدارة الهجرة والجوازات" التابعة لـ"وزارة الداخلية" في دمشق، ويتعيّن بموجبها "عدم السماح للمواطنين السوريين الممهورة جوازاتهم بتأشيرات دخول إلى السعودية بمغادرة القطر، إلا بعد تكليفهم بمراجعة شعبة الفرع 235"، وهو المعروف باسم "فرع فلسطين" سيئ الصيت لدى كثيرٍ من السوريين.
وانتشرت على مواقع في التواصل الاجتماعي ورقة "تعميم"، من "إدارة الهجرة والجوازات" في دمشق، تطلب بموجبها من "كافة فروع وأقسام ومراكز الهجرة والجوازات في دمشق والمحافظات" منع سفر السوريين الذين تحتوي جوازاتهم على تأشيرات دخول إلى السعودية، إلا بعد مراجعة فرع المخابرات المذكور، وذلك بعد أن "وردت معلومات تفيد بقيام عدد من مكاتب الحج والعمرة في لبنان بتأمين تأشيرات دخول لعددٍ من المواطنين السوريين إلى المملكة العربية السعودية عن طريق سفاراتها في بيروت لتأدية الحج تحت إشراف الائتلاف السوري المعارض".
وجاء بيانُ "وزارة الأوقاف"، أمس الإثنين، ليؤكد مضمون القرار الصادر عن "وزارة الداخلية" في دمشق الموقع بتاريخ 20 يوليو/ تموز الماضي من قبل مدير إدارة الهجرة والجوازات اللواء ناجي النمير، والذي دفع آلاف السوريين المقيمين في دمشق، وكافة مناطق سيطرة النظام، والذين كانوا قد اعتزموا التوجّه إلى السعودية عبر بيروت بعد تسجيل أسمائهم لدى مكاتب تتبع لـ"لجنة الحج العليا السورية" في لبنان، إلى إحجامهم عن السفر للحج لتجنب زيارة "فرع فلسطين"، فيما كانت "لجنة الحج العليا السورية" قد ذكرت، الأحد الماضي، أن "حجاج دمشق وما حولها يواجهون صعوبات إدارية في مغادرتهم الحدود السورية باتجاه لبنان".
وقالت "لجنة الحج العليا السورية"، المحسوبة على "الائتلاف الوطني السوري" ومقرها الأساسي في تركيا، إنها "وحفاظاً على سلامتكم الشخصية (حجاج دمشق)، فقد قرّرت الطلب من الإخوة الحجاج المسجلين في مكتب بيروت التواصل مع رؤساء مجموعاتهم لتأكيد وتثبيت التسجيل" قبل 2 أغسطس/ آب 2017، "وستتم التسوية المالية لمبالغ المنسحبين حسب الأصول، وذلك بدءاً من تاريخ 15 أغسطس/ آب الحالي".
وتوصلت "لجنة الحج العليا السورية" إلى اتفاق مع السلطات السعودية في العام الماضي، منحها منفردة الحق في تسجيل كامل أعداد الحجاج السوريين الراغبين في أداء مناسك الحج، وبالتالي فإنها استحوذت بالكامل على ملف حج السوريين، ولم يعد للنظام أي دور فيه؛ الأمر الذي دفع السوريين داخل البلاد وخارجها، الراغبين في أداء فريضة الحج، إلى أن يسجّلوا أسماءهم لدى مكاتب "لجنة الحج العليا السورية"، والتي تقوم بدورها بتنظيم سفرهم، بما في ذلك استصدار تأشيرات دخولهم إلى المملكة العربية السعودية.
وافتتحت "لجنة الحج العليا السورية" منذ سنوات مكاتب لها في عدة ولايات تركية، وفي الأردن ولبنان ومصر وبعض دول الخليج، إضافة للمكتب الذي افتتحته في محافظة إدلب؛ إذ يُسجل السوريون الراغبون في السفر للحج أسماءهم في المكاتب حسب أماكن وجودهم، بينما يسجل السوريون المقيمون في دمشق أو باقي مناطق سيطرة النظام في سورية، لدى مكاتب تتبع لـ"لجنة الحج العليا السورية" في لبنان.
وأفاد مصدرٌ في مكتب "لجنة الحج العليا السورية" بمدينة بيروت لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، بأن "حجاج دمشق وباقي المناطق الخاضعة للنظام داخل سورية باشروا الاتصال بمكاتبنا في لبنان، طالبين إلغاء تسجيل أسمائهم، واستعادة المستحقات المالية التي دفعوها بهدف السفر للسعودية"، لافتاً إلى أن عددهم يقارب خمسة آلاف شخص.
وأكّد المصدر أن هؤلاء الأشخاص أحجموا عن السفر للحج الآن بعد صدور قرار وزارة الداخلية في دمشق، على الرغم من أنهم كانوا قد سجّلوا أسماءهم قبل أكثر من شهرين.
وبذلك، فإن عملية سفر السوريين المقيمين في مناطق النظام، والراغبين في أداء مناسك الحج، تُعتبر بحكم المتوقفة في هذا الموسم؛ إذ إن خروجهم عبر المعابر الرسمية إلى لبنان، بات مشروطاً بمراجعة شعبة الفرع 235، التابعة للمخابرات العسكرية السورية، والمعروفة باسم "فرع فلسطين".
ويعتبر فرع المخابرات السورية هذا سيئ الصيت لدى كثيرٍ من السوريين؛ إذ إنه من أعتى أفرع النظام الأمنية، واكتسب اسم (فرع فلسطين) أساساً لكونه كان عند تأسيسه مسؤولاً عن جمع المعلومات حول اللاجئين الفلسطينيين في سورية، ومتابعة شؤون نشاط الجماعات الفلسطينية الناشطة ضد إسرائيل.