سياسة جديدة يبدو أنّ رئيس المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق الوطني" في ليبيا، فايز السراج، بدأ باتباعها، وذلك بعدما كثّف لقاءاته مع ممثلين لزعامات قبلية ومدن مؤثرة، محسوبة على معسكر اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
زار السراج، أمس الأربعاء، مدينة الزنتان، في أقصى غرب ليبيا، والتي تمثّل الذراع العسكري الأقوى في المنطقة الموالية لحفتر، التقى خلالها عدداً من القيادات العسكرية والقبلية. وشدد خلال حديثه في الزنتان، والذي نشر نصه مكتبه الإعلامي، على ضرورة "حل الأزمة الليبية من خلال صوت الشعب في انتخابات نزيهة، بعيداً عن البندقية"، بحسب قوله.
ولفت السراج إلى أنّه وجد "قبولاً واسعاً واتفاقاً في الزنتان حول مبادرته"، التي أعلن عنها، قبل أسابيع، والتي يدعو فيها لانتخابات عاجلة كحل للأزمة في ليبيا، معتبراً أنّ "المدينة أدركت أنّ الحل السياسي هو الحل الأمثل بعيداً عن السلاح"، معرباً عن استعداده للجلوس للتفاهم مع أي طرف في الزنتان.
واللافت أنّ السراج التقى مكونات قبلية مؤثرة في الشرق الليبي، من بينها شيوخ قبائل المجابرة والبراعصة والعبيدات والقطعان، اجتمع معهم يوم الثلاثاء، خلال زيارته إلى تونس.
وسبق ذلك جدل أثير في الأوساط الليبية حول لقاء السراج مع ممثلي قبيلة العواقير المعروفة بخلافاتها مع حفتر، إذ اعتبرت أصوات من شرق البلاد أنّ السراج يسعى لشق الصف وإثارة الفتنة.
وفي هذا الإطار، قال المكتب الإعلامي للسراج إنّ هذه القبائل قبلت بدورها الحل السياسي بعيداً عن السلاح، ورحّبت بمشروع الدستور الليبي كأساس للحل في المرحلة المقبلة.
ونقل مكتب السراج أنّ ممثلي هذه القبائل "أكدوا على ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية تحت سلطة مدنية تنفيذية"، ما يعتبر تحوّلاً كبيراً في مواقف هذه القبائل التي كانت تعتبر مؤسسة الجيش المعينة من قبل برلمان طبرق والمتمثلة بقيادة حفتر، "خطاً أحمر" لا يمكن المساس به، بالتوازي مع رفضها لحكومة السراج كسلطة مدنية.
وبحسب مكتب السراج، فإنّ شيوخ هذه القبائل اعتبروا أنّ "الوفاق السياسي هو الأرضية التي يجب أن ينطلق منها الحل"، معربين عن "ترحيبهم بمسودة الدستور ومطالبين البرلمان بسرعة إقرار قانون الاستفتاء عليها".
وقال مكتب السراج إنّ شيوخ القبائل "عبّروا عن دعمهم لجهود رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بعد الاستماع لشرحه لمبادرته التي أعلن عنها سابقاً"، مؤكدين أنّ "جهدهم يتسق مع تفاصيل المبادرة لتحقيق المصالحة الوطنية" في ليبيا.
وطرح السراج مبادرة "خريطة طريق" للخروج من الأزمة الليبية، تضمنت بالأساس مواعيد وسبل إنجاح إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مشتركة في مارس/ آذار 2018، ومبادرة للإعلان عن وقف جميع أعمال القتال، مع تجميع الأسلحة المنتشرة في البلاد، و"مواصلة الدولة حربها في إطار مكافحة الإرهاب، ووضع حد لتنظيم داعش في المنطقة".
ويتضمن مقترح السراج أيضاً، تشكيل لجان مشتركة من مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة، للشروع في دمج مؤسسات الدولة المنقسمة، وتوحيد الجهود بتقريب وجهات العمل، مع "فصل الصراع السياسي والاختلاف القائم عن واجب توفير الخدمات والمرافق الضرورية للمواطن الليبي".