أعلنت سلطات مدينة تشارلوتسفيل، في ولاية فرجينيا الأميركية، أنّ شرطيَّين اثنين قضيا بتحطّم مروحيّتهما، من دون أن يتضح الرابط بين مقتلهما وبين التظاهرات التي شهدتها المدينة في اليوم نفسه، بينما فتح مكتب التحقيقات الفدرالية "إف بي آي"، تحقيقاً في ظروف إقدام شخص على دهس حشد من المتظاهرين بسيارته.
وكانت السلطات أعلنت مقتل ثلاثة أشخاص، أمس السبت، في تشارلوتسفيل، بينهم امرأة قضت عندما أقدمت سيّارة على دهس مجموعة أشخاص خرجوا في تظاهرة في المدينة تنديداً باليمين المتطرّف.
واتضح لاحقاً أنّ الضحيتين الأخريين، هما شرطيّان قضيا بتحطّم مروحيّتهما في منطقة غابات بالقرب من تشارلوتسفيل، بحسب ما أوضحت الشرطة، في بيان.
ولم تكن قوات الأمن، في بادئ الأمر، قادرة على احتواء الاشتباكات التي دارت في تشارلوتسفيل بين مؤيدي اليمين المتطرف والمناوئين لهم.
وقال المسؤول في بلدية المدينة، موريس جونسون، خلال مؤتمر صحافي، السبت، إنّه "جاء أشخاص إلى هنا من أجل التسبّب في الإرباك والفوضى والاضطراب، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى".
من جهته، أوضح رئيس شرطة تشارلوتسفيل، آل توماس، أنّ الضحية التي قُتلت جراء عملية الصدم بسيّارة تبلغ الثانية والثلاثين من العمر، وكانت تجتاز الطريق عندما صدمت تلك السيّارة مجموعة المتظاهرين.
وأضاف أنّ سائق تلك السيارة أودع السجن، مشيراً إلى أنّ الشرطة تتعاطى مع الوقائع على أنّها عمليّة "قتل إجرامي".
وقال شهود عيان من جهتهم، إنّ السيّارة بدا كأنّها صدمت مجموعة المتظاهرين بشكل متعمّد.
ولاحقاً، فتح مكتب التحقيقات الفدرالية "إف بي آي"، تحقيقاً في واقعة الدهس. وقال مكتب التحقيقات الفدرالية في ريتشموند (فرجينيا)، في بيان، إنّه فتح تحقيقاً في شأن "ظروف الحادث المميت"، السبت، في تشارلوتسفيل.
وجاء حادث الدهس، بعيد إعلان حاكم ولاية فرجينيا حالة الطوارئ في مدينة تشارلوتسفيل، إثر اندلاع مواجهات عنيفة بين متظاهرين من اليمين الأميركي المتطرف، احتشدوا في المدينة، احتجاجاً على قرار إزالة تمثال الجنرال روبرت لي، أحد أبرز رموز كونفدرالية الجنوب الانفصالية، وبين ناشطين يساريين ومنظمات مكافحة العنصرية والدفاع عن حقوق الأقليات في الولايات المتحدة.
ووجهت انتقادات إلى السلطات الأمنية، التي لم تتدخل لفض تظاهرات مشاعل ليلية نظمها النازيون الجدد في شوارع تشارلوتسفيل، أول أمس الجمعة، ما لبثت أن تحولت إلى اشتباكات مع طلاب في جامعة فرجينيا.
وفي المواقف، دان وزير العدل الأميركي، جيف سيشنز، السبت، "التعصّب العرقي والكراهية" بعد أعمال العنف التي شهدتها فرجينيا.
وقال سيشنز، في بيان، إنّ أعمال العنف في تشارلوتسفيل، حيث قتلت امرأة في عملية الصدم، "تضرب قلب القانون والعدالة الأميركيين". وأضاف "عندما تجري مثل هذه الأفعال بدافع التعصّب العرقي والكراهية، فإنّها تخون قيمنا الأساسية ولا يمكن التسامح معها".
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقد دفعه حادث الدهس إلى إدانة أعمال العنف، إلا أنه تجنّب تحميل المسؤولية لمناصري اليمين المتطرّف أو لمناهضيهم.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) August 12, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post — Donald J. Trump (@realDonaldTrump) August 12, 2017
|
وقد حمّلت وسائل إعلام أميركية، ترامب، مسؤولية انتشار التيار اليميني المتطرف، متهمة إياه بمحاولة تعبئة هذا الجمهور، والسماح لمجموعات عنصرية متطرفة بالظهور العلني، في خطوة استباقية منه تحسباً لتطورات التحقيقات الروسية، واحتمال أن تؤدي نتائجها إلى محاكمته.
وتهدد مجموعات يمينية متطرفة ناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، بالنزول إلى الشارع والقيام بثورة في أميركا، إذا حاول الكونغرس عزل الرئيس، على خلفية التدخل الروسي في الانتخابات.