حذرت كوريا الشمالية، اليوم الإثنين، من أنّ اندلاع صراع في شبه الجزيرة الكورية "لن يؤدي الأمر إلا إلى حرب نووية"، بينما أعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لاستخدام "كامل نطاق" قدراتها العسكرية للدفاع عن نفسها وحلفائها ضد أي استفزاز.
وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جنرال البحرية، جوزيف دانفورد، لنظرائه في كوريا الجنوبية، اليوم الإثنين، إنّ الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام "كامل نطاق" قدراتها العسكرية للدفاع عن نفسها وحلفائها ضد أي استفزاز من كوريا الشمالية.
ويزور دانفورد كوريا الجنوبية واليابان والصين، بعد أسبوع من تبادل الرئيس الأميركي دونالد ترامب التهديدات مع كوريا الشمالية، إذ أعلن أنّ الجيش الأميركي "على أهبة الاستعداد" لإطلاق العنان لغضبها إذا واصلت بيونغ يانغ تهديد الولايات المتحدة.
في هذه الأثناء، هددت كوريا الشمالية، بإطلاق أربعة صواريخ متوسطة المدى في المياه القريبة من جزيرة غوام، وهي منطقة أميركية صغيرة في المحيط الهادئ تقع على بعد حوالى 3200 كيلومتر من بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية.
وحذّر دانفورد، الذي التقى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي- إن، ومسؤولين عسكريين كبار، من أنّ "برامج الصواريخ البالستية والأسلحة النووية في كوريا الشمالية تهدد المجتمع العالمي بأسره"، وفقاً للمتحدث باسم الجيش الأميركي الكابتن دارين جيمس.
وأضاف جيمس أنّ دانفورد، أعرب عن استعداد واشنطن، لاستخدام مجموعة واسعة من القدرات العسكرية "للدفاع عن حلفائنا والبر الرئيسي الأميركي".
من جهته دعا رئيس كوريا الجنوبية، اليوم الإثنين، إلى حل سلمي للأزمة النووية بقوله "لا ينبغي أن تكون هناك حرب أخرى على شبه الجزيرة الكورية".
وفي اجتماع مع كبار مساعديه في قصر الرئاسة، البيت الأزرق، قال مون إنّ كوريا الجنوبية تعتزم العمل من أجل حماية السلام في شبه جزيرة كوريا، بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى. وأضاف مون أنّه يتعين على كوريا الشمالية الامتناع عن إصدار بيانات تهديدية واستفزازية.
أما كوريا الشمالية التي تشعر بالسخط إزاء العقوبات الجديدة التي فرضتها عليها الأمم المتحدة على خلفية تطويرها السريع لبرنامجها النووي والصاروخي، فقد واصلت الالتزام بالموقف الصارم، اليوم الإثنين.
وتتهم بيونغ يانغ الولايات المتحدة بحشد عدد كبير من الأسلحة والقوات سنوياً في مناورات عسكرية مع كوريا الجنوبية، والتي من المقرر أن تبدأ في وقت لاحق الشهر الحالي.
وقالت كوريا الشمالية، التي تزعم أنّ المناورات استعداد للحرب، إنّها سوف تكون مستعدة لإطلاق صواريخ تجاه جزيرة غوام، بمجرد موافقة زعيمها كيم جونغ أون، أو بمجرد بدء المناورات.
وفي تعليق لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، اليوم الإثنين، ورد أنّ "الشيء المهم يتمثل في أنه حال اندلاع صراع ثان (في شبه الجزيرة الكورية) فلن يؤدي الأمر إلا إلى حرب نووية ... نحن نراقب كل خطوة تقوم بها الولايات المتحدة من كثب".
وجاء في التعليق أيضاً، أنّ قرابة 3.5 ملايين طالب وعامل تطوعوا للانضمام أو للالتحاق مجدداً بالجيش، بسبب احتمال وقوع مواجهة مع الولايات المتحدة.
وكان دانفود قد أبلغ الصحافيين المرافقين له، في جولته الآسيوية، في وقت سابق، بأنّه يستهدف "جس النبض في المنطقة".
كما من المقرر أن يناقش دانفورد الخيارات العسكرية في حال فشل "حملة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي"، قائلاً "نحن جميعاً نسعى إلى الخروج من هذا الوضع بدون حرب".
وفي هذا السياق، أعلنت الصين، والتي دعت في وقت سابق جميع الأطراف إلى ضبط النفس، اليوم الإثنين، تعليق استيراد الحديد والرصاص وخام هاتين المادتين، ومنتجات البحر من هذا البلد، تطبيقاً للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على بيونغ يانغ.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان، إنّه اعتباراً من غد الثلاثاء "ستحظر كل واردات الفحم والحديد وخام الحديد والرصاص وخام الرصاص والحيوانات البحرية ومنتجات البحر"، موضحة أنّ الإجراء يأتي "تطبيقاً لقرار الأمم المتحدة الرقم 2371".
وقامت كوريا الشمالية، العام الماضي، بتصدير أكثر من 92% من إنتاجها إلى الصين التي تشكل أكبر دعامة اقتصادية ومالية للنظام الكوري الشمالي.
وكانت الصين العضو الدائم في مجلس الأمن، وافقت في 6 أغسطس/ آب، (ينبغي تطبيق عقوبات الأمم المتحدة بعد 30 يوماً من الموافقة على إقرارها) على مجموعة سابعة من العقوبات الاقتصادية الدولية ضد كوريا الشمالية، رداً على إطلاق بيونغ يانغ صاروخين بالستيين، قد تكلف بيونغ يانغ مليار دولار سنوياً، وتحرمها من موارد مالية أساسية.
(أسوشييتد برس, فرانس برس)