المحكمة الجنائية الدولية تصدر أمراً باعتقال "قائد الإعدامات" في قوات حفتر

طرابلس

عبد الله الشريف

avata
عبد الله الشريف
15 اغسطس 2017
44A7E448-2DF1-4610-8D0B-65D5687FBE89
+ الخط -
أصدر قضاة المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الثلاثاء، أمراً باعتقال قائد ما تسمّى "قوات الصاعقة"، محمود الورفلي، والتي تعدّ بمثابة جهاز "العمليات الخاصة" ضمن صفوف جيش الجنرال المتقاعد، خليفة حفتر، وتنشط تحديداً داخل مدينة بنغازي شرق ليبيا.

وأوضحت المحكمة أن أمر القبض جاء على خلفية الادعاء بارتكاب الورفلي جرائم قتل بحق أسرى باعتبارها "جرائم حرب".

وأضافت في توضيح على موقع المحكمة الرسمي أن التحقيق "شمل سبعة حوادث شملت 33 شخصاً ووقعت في الفترة الممتدة ما بين الثالث من يونيو/ حزيران 2016، أو ما قبله، و17 يوليو/ تموز 2017، أو ما يقاربه، في بنغازي ومناطق أخرى شرق ليبيا".





وانتشرت مقاطع مصوّرة للورفلي وهو ينفذ إعدامات مباشرة بحق أسرى من القوات المناوئة لـ"حفتر"، والتي يبدو أنها صوّرت بأوامره، إذ يظهر فيها متحدثاً للكاميرا. في المقابل، ادعت قيادة قوات حفتر إصدارها أمراً بإقالته في السابع عشر من مايو/ أيار الماضي، لكن آمر القوات الخاصة، العميد ونيس بوخمادة، رفض تطبيق القرار بحق أبرز قادة قواته.



وتنمّ الوحشيّة التي تعكسها تلك المقاطع المسرّبة، واستسهال قتل الخصوم العسكريين والسياسيين والمدنيين، والتنكيل بهم، ووصفهم بـ"الخوارج"، عن العقليّة المركّبة لذلك القيادي، والذي يلقّب بـ"قائد الإعدامات" داخل قوّات حفتر، ويخوض معاركه الخاصّة تحت رايتها، بعقيدة تشرعن الفتك بكلّ الخصوم، تحت مسوّغات دينية.







تخرّج الورفلي من إحدى الكليات العسكرية في ليبيا، وهو حاصل على رتبة نقيب منذ عام 2009. برز بوصفه أحد مقاتلي "قوات الصاعقة" ضد مقاتلي "مجلس شورى بنغازي"، منذ مطلع عام 2015، بعد أن تصدّى لعملية اقتحام قوات مجلس الشورى لمقر الكتيبة 319 التي ينتسب إليها، والتابعة لقوات "الصاعقة".

وانتسب للتيار المدخلي السلفي منذ منتصف العقد الماضي، واتصل بقياداته في ليبيا، وفي ديسمبر/ كانون الأول عام 2015، أوكلت للورفلي أولى المهمات القيادية من قبل آمر القوات الخاصة، ونيس بوخمادة، إذ كلّف بإمرة دوريات "الصاعقة" لتأمين المناطق الداخلية في بنغازي.


وفي أغسطس/ آب من العام الماضي كلّف آمراً لمحاور الصاعقة وقيادة أحد القواطع التي تحاصر مقاتلي شورى بنغازي في منطقة قنفودة. استهدف الورفلي بحادث تفجير نهاية فبراير/شباط الماضي، عندما كان برفقة مدير مديرية أمن بنغازي، صلاح هويدي، ضمن رتل عسكري كان متوجهاً إلى غرب المدينة.

وبررت القوات الخاصة أعمال الورفلي الانتقامية ضد خصومه بأنها ردات فعل مشروعة، إذ علّق القيادي الميداني بقوات "الصاعقة"، وليد العقوري، على فيديو ظهر فيه الورفلي وهو يعدم بالرصاص ثلاثة شبان في حي سكني، قائلاً: "نعم الفيديو صحيح وليس مفبركاً، ومن ظهر به هو النقيب محمود الورفلي"، مضيفاً أن "الواقعة حدثت في بنغازي قبل يومين مباشرة عقب تحرير منطقة العمارات 12 من قبل الجيش، ومن قتل هم ثلاثة من تنظيم أنصار الشريعة"، موضحاً أن الإعدام "جاء انتقاماً لمقتل 2 من مرافقيه قتلوا في محاولة اغتيال تعرض لها في بنغازي".

من جهته، اعتبر المتحدث باسم "الصاعقة"، ميلود الزوي، أنها أفعال "مبررة شرعاً"، محتجّاً بالآية القرآنية: "من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم".

وزعم الزوي أن الورفلي قام بذلك "عندما شاهد زملاءه يُقتلون على أيدي مقاتلي مجلس الشورى، وقُطِّعت أوصالهم وعلقوها على الأشجار والأسطح، ولم تتناول وسائل الإعلام هذه الجرائم"، على حد قوله.







ذات صلة

الصورة
آثار القصف في منطقة البقاع في لبنان (حسين بيضون)

سياسة

تعدّدت جرائم الحرب ومنفذها واحد، وهو احتلال باتت مجازره يومية بحق المدنيين في لبنان وسلوكه مركَّز على التهجير، والتدمير، مستغلاً الصمت الدولي على انتهاكاته.
الصورة
عناصر من قوات الامن الليبية في طرابلس 26 أغسطس 2024 (محمود تركية/فرانس برس)

سياسة

قُتل عبد الرحمن ميلاد المعروف بـ"البيدجا" في مدينة الزاوية الليبية، غرب طرابلس، على يد مسلحين مجهولين، وهو مطلوب دولياً وأحد قادة المجموعات المسلحة.
الصورة
سمير عثمان الشيخ يؤدي اليمين أمام الأسد، (صورة متداولة عبر إكس)

سياسة

اعتقلت سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة الأميركية، ضابط المخابرات السورية السابق، سمير عثمان الشيخ، في مدينة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا.
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.