طالبت لجنة الدفاع عن الشهيد التونسي والقيادي في كتائب القسام، محمد الزواري، بالإسراع في الإعلان عن نتائج الأبحاث الفنية المجراة حول حيثيات اغتيال الزواري، في ظل الاتهامات الموجهة إلى الكيان الصهيوني بتصفية الشهيد في مسقط رأسه في صفاقس، مؤكدة أن التباطؤ في الملف لن يخدم القضية.
وقال رئيس لجنة الدفاع عن الزواري، ومحامي عائلة الشهيد، محمد وجدي العايدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن قضية الزواري ليست قضية عادية، وإنه قد يفهم أسباب طول الإجراءات، ولكن طول المدة والتباطؤ في الأبحاث أصبح مقلقاً، داعياً إلى كشف الغموض الذي يحيط بتفاصيل حادثة الاغتيال، ومطالباً بالكشف عن الجهات التي تواطأت في الحادثة خدمة لمصلحة تونس والشعب التونسي، خاصة وأن الحادثة تمس من السيادة الوطنية ومن الأمن القومي.
وأضاف العايدي أنه مطلوب اليوم من الجهات الأمنية المكلفة الملف الكشف عن نتيجة الأبحاث الفنية لكي تتمكن لجنة الدفاع والقائمون بالحق الشخصي من تقديم طلباتهم، مبيناً أنّه بعد أن تعهد القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بالملف، وبعد الاستماع إلى المشبوهين سواء كانوا من التونسيين والأجانب، فإنه كان ينتظر أن يتم إعلامهم بالنتائج للبدء في القضية وهو ما لم يحصل.
وأفاد رئيس لجنة الدفاع عن الشهيد الزواري أنه تم إجراء تحقيقات فنية كبرى امتدت على نطاق واسع، وتم أيضا الاستماع إلى تسجيلات صوتية والقيام بعدة معاينات، ولكن المطلوب اليوم هو الكشف عن نتائج التقارير الفنية، لأنه كلما طالت المدة فإنه لن يكون في صالح القضية.
وبين أنه تم أخيراً، وبعد بث البرنامج الاستقصائي "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة، الاستماع إلى عائلة الشهيد بوصفهم قائمين بالحق الشخصي، وأنهم وجدوا أنفسهم كلجنة عاجزين عن التحرك إلا بعد وصول التقارير التي يمكن على ضوئها تحديد الطلبات.
وكشف العايدي أن "لجنة الدفاع عن الزواري ومن خلال تجربة لجنة الدفاع عن الشهيدين اليساري شكري بلعيد والنائب محمد البراهمي، لا تريد تكرار نفس الأخطاء".
وأوضح أن استراتيجية لجنة الدفاع عن الزواري تقوم على السير خطوة خطوة وعدم توسيع اللجنة تفادياً للإشكاليات التي قد تحصل داخلها، معتبراً أن اللجنة محلية، أي من صفاقس لأن القضية انطلقت من صفاقس.
وقال العايدي، إن لجنة الدفاع تتكون حالياً من رئيس فرع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان بصفاقس، نعمان مزيد، ورئيس فرع هيئة المحامين بصفاقس، حاتم مزيو، وعضو الهيئة الوطنية للرابطة، سهام الشواشي، وعميد الهيئة الوطنية للمحامين، عامر المحرزي، مع إمكانية التحاق عمداء سابقين باللجنة.
وأشار إلى أن انضمام عميد المحامين أخيراً للجنة هدفه التنسيق وعدم تشتيت الجهود، خاصة وأن الهيئة الوطنية للمحامين أعلنت، في وقت سابق، عن رغبتها في تكوين لجنة للدفاع عن الزواري، مشيراً إلى أنه يتم التفكير في بعث لجنة وطنية للدفاع عن الشهيد.
وبين أن لجنة الدفاع في انتظار نتائج الاختبارات الفنية والبالستية، معتبراً أن هذه الاختبارات وقعت منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول، وأنّ أبحاثاً أمنيّة أخرى أجريت بالتوازي، وأنه لابد من التقدم في الملف.
ويذكر أنّ كتائب القسام الجناح العسكريّ لحركة المقاومة حماس، أعلنت أنّ المهندس والطيار التونسي محمد الزواري من قياداتها، وأنّ إسرائيل متورطة في اغتياله وتوعّدت بالثأر له.
ويشار إلى أن الزواري عاد إلى تونس إثر ثورة 2011 وانضم في المهجر إلى كتائب عز الدين القسام، والتي ساعدها في صناعة الطائرات بدون طيار، وقتل في 15 ديسمبر/ كانون الأول رمياً بالرصاص أمام منزله الكائن بجهة صفاقس.