وأفادت مصادر محلية في عدن بأن المسيرة نظّمها حشد من المواطنين في مديرية "الشيخ عثمان"، ورفعوا لافتات تطالب بتسليم مبنى إدارة المحافظة للمحافظ الحالي لعدن، عبد العزيز المفلحي.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قد عيّن المفلحي محافظاً لعدن، في 27 إبريل/نيسان الماضي، إلا أن الأخير لم يتمكّن من استلام مقر عمله، بسبب رفض القوات المسيطرة عليها من أتباع المحافظ السابق، عيدروس الزبيدي، المدعوم من الإمارات.
وفي صنعاء، تحدّث صالح في خطاب ألقاه أمام اجتماع مع قيادات حزبه، اليوم، بردود صريحة على عبد الملك الحوثي، بالاسم، وخاطبه "اتفقنا على الشراكة شراكةً حقيقية في مواجهة"، ما وصفه بـ"العدوان" (التحالف)، وكذلك "إدارة شؤون البلاد سياسياً وثقافياً واجتماعياً، ولكن للأسف الشديد هناك لجان إشرافية".
وأضاف صالح "إننا اتفقنا على أن اللجنة الثورية تنتهي مهمتها بتشكيل المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ، اتفقنا على هذا الأساس، لكن الذي يُمارس أن اللجنة الثورية تسيطر على المجلس السياسي الأعلى في الميدان، أي قرارات يصدرها ومش متفقة مع اللجنة الثورية بتلغى".
وتابع "هناك حكومة فوق الحكومة، وهي المكتب التنفيذي التابع لإخواننا في أنصار الله، إذن كيف تشتغل الحكومة"، كذلك تطرّق إلى تمسك الحوثيين بوجود "اللجان الثورية" في الوزارات والمؤسسات وكذلك ما يُسمى بـ"المشرف"، التابع للجماعة، والذي يتحكم بالمؤسسات الحكومية الواقعة تحت سيطرة الطرفين، وقال صالح "نتكلم على وزير في الخارجية وإلّا في النفط وإلّا في الدفاع وفوقه مشرف، السلطة هي المشرف".
وهاجم صالح الحوثيين بالتعريض بـ"الملازم" الفكرية، والتي يعتبرونها مرجعهم، قائلاً إن "الدستور واللوائح والأنظمة (التي يطالب الحوثيون بالعمل بها) ليست ملزمة".
ورد صالح على حديث الحوثي حول وجود ما يُسمى بـ"الطابور الخامس"، باعتبار أن هذا الطابور موجود في الجماعة، وأنه من وجّه الدعوة لإقامة اعتصامات في مداخل صنعاء، في اليوم الذي من المقرر أن تُقام فيه فعالية جماهيرية لحزب صالح، في ميدان السبعين.
وألمح صالح إلى توتر قد تشهده العاصمة، على خلفية نشر الحوثيين ما يُسمى بـ"اللجان الشعبية"، وقال إنه يعتقد أن الحوثي يدفع بعدد منهم "لمساعدة المؤتمرين على حفظ أمن العاصمة، فربما أنهم جاءوا لمساعدتكم وليس ضدكم" (مخاطباً أنصاره).
لكن صالح عاد في السياق نفسه، ليوصل رسالة تحذيرية قال فيها إنه "بعيد أبعد من عين الشمس الذي يشتى يعمل فوضى في العاصمة ويقول أفعلها وأفحِّط (أي وأهرب) ما بش فحاط (لا يوجد هروب)". داعياً الحوثيين للمشاركة في فعالية الحزب، كضيوف بالمناسبة.
وتعد هذه المرة الأولى التي يوجه فيها صالح انتقادات مباشرة للحوثيين، بعد تصاعد الخلافات بين الطرفين، في الأشهر الأخيرة، وجاءت تصريحاته بعد يوم من خطاب ألقاه عبد الملك الحوثي، وخصص جانباً منه للحديث بنبرة الانتقاد والعتاب لحليفه حزب صالح، وقال إنهم يتعرضون لـ"الطعن من الظهر".
الحوثيون يعينون رئيساً لهيئة الاستخبارات بوزارة الدفاع
وفي أعقاب ذلك، أصدر ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، التابع لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، وحلفائها، قراراً بتعيين أحد القيادات البارزة في الجماعة، رئيساً لاستخبارات وزارة الدفاع، فيما شهدت صنعاء عودة لتحليق مقاتلات التحالف، التي نفذت غارة على الأقل.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، بنسختها التي يديرها الحوثيون، أن رئيس المجلس السياسي، صالح الصماد، عين القيادي في الجماعة، عبدالله يحيى الحاكم، المعروف بـ"أبوعلي الحاكم"، رئيساً لهيئة الاستخبارات بوزارة الدفاع.
ويعد الحاكم من أبرز القيادات العسكرية للجماعة، وقد شملته عقوبات قرار مجلس الأمن 2216 باعتباره قائداً عسكرياً لتوسع الحوثيين إلى صنعاء عام 2014. وخلال العامين الماضيين، عينه الحوثيون، قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة في تعز ومحيطها.
وفي الواقع، لم يسبق أن عُرف في اليمن، وجود مسمى "هيئة الاستخبارات بوزارة الدفاع"، ولكن ثمة في الهيكل دائرة استخباراتية، تتبع الوزارة.
وجاء صدور القرار في ظل أزمة بين الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح، وصلت إلى مستوى غير مسبوق، في الأيام الأخيرة، قبل أيام مهرجان من المقرر أن ينظمه حزب صالح في صنعاء.
إلى ذلك، شهدت صنعاء، مساء اليوم، وفقاً لسكان لـ"العربي الجديد"، عودة لتحليق متقطع لمقاتلات التحالف في سماء العاصمة، وسط أنباء عن غارة نفذها التحالف واستهدفت أحد المعسكرات شمال العاصمة.