دعت أوساط إسرائيلية الحكومة إلى التدخل لثني الإدارة الأميركية عن قرارها الأخير القاضي بتقليص المساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر بذريعة المس بحقوق الإنسان.
ودعا، رئيس قسم الأبحاث في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، شاؤول شاي، الحكومة الإسرائيلية للتدخل السريع لدى واشنطن وإقناع الإدارة بإعادة النظر في القرار على اعتبار أن استقرار نظام الحكم الحالي في القاهرة يعد "مصلحة حيوية لإسرائيل".
وفي تحليل نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أعاد شاي للأذهان حقيقة أن ضمان استقرار نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يضمن "ثبات اتفاق السلام ورسوخ العلاقات الأمنية" بين القاهرة وتل أبيب، مشدداً على أن هذه العلاقات تخدم مصالح إسرائيل الإستراتيجية.
وأشار شاي، الذي شغل في الماضي منصب نائب قائد "لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية" (أمان)، إلى أن مصر السيسي تعد "حليفاً مهماً للولايات المتحدة وحلفائها من المعسكر السني المعتدل"، مشدداً على ضرورة الحفاظ على نظام السيسي "كعنصر أساس في الائتلاف السني المعتدل في ضوء التهديدات".
واعتبر أن الحفاظ على نظام السيسي مستقراً يكتسب أهمية كبيرة حالياً، لا سيما في ظل تعاظم التهديد الإيراني والمحور الشيعي، خصوصاً بعد هزيمة تنظيم "داعش" في العراق وفي سورية، على حد تعبيره.
وبرر شاي الإجراءات الأمنية والإدارية والقضائية التي يتخذها نظام السيسي ضد معارضيه والتي ينظر إليها المجتمع الدولي على أنها مس بحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن النظام يواجه تهديدات أمنية خطيرة مصدرها تنظيم "داعش"، وجماعة "الإخوان المسلمين".
وشدّد على أن ما يفاقم من خطورة تأثير القرار الأميركي حقيقة أنه يتزامن مع التدهور الكبير في الأوضاع الاقتصادية التي تعانيها مصر حالياً. واستنتج شاي أن قرار تقليص المساعدات يعكس تهاوي التنسيق بين أركان إدارة ترامب، لافتاً إلى أن القرار جاء عشية وصول وفد رفيع المستوى من الولايات المتحدة برئاسة كبير مستشاري ترامب وصهره، جاريد كوشنير، للقاء السيسي في القاهرة للاستعانة به في دفع "المسيرة السلمية" بين إسرائيل والفلسطينيين؛ وقبل بضعة أسابيع على بدء المناورة المشتركة واسعة النطاق للقوات الأميركية مع الجيش المصري.
ولمّح شاي إلى أن اضطرار نظام السيسي لتنويع مصادر السلاح في أعقاب الإجراءات الأميركية قد يؤدي للتأثير على طابع تحالفات النظام، مُذكراً أن قرار إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تقليص المساعدات للنظام دفعته إلى توثيق علاقاته بكل من روسيا وفرنسا.
بدورها، لفتت مجلة "الدفاع الإسرائيلي"، الأنظار إلى قرار الولايات المتحدة.
ولم تستبعد المجلة أن يرد نظام السيسي على القرار الأميركي بتقليص علاقاته بإسرائيل، مشيرةً إلى أن السيسي قد "يكون معنياً بالإثبات لترامب بأن تقليص المساعدات لمصر سيفضي للمس بقواعد النظام الإقليمي السائد في الشرق الأوسط وسيقود إلى تهديد إسرائيل"، على حد تعبيره.