تجنب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الإشارة إلى الذكرى الثانية لمشروع تفريعة قناة السويس، الذي صاحبت افتتاحه ضجة إعلامية غير مسبوقة، ووعوده للمصريين بجني أرباح تصل إلى 100 مليار جنيه.
ويقول خبراء اقتصاد إنه مع مرور الأيام، أثبت السيسي أن التفريعة مشروع "وهمي" أهدر ما يربو على 8 مليارات دولار.
ولم يتطرق السيسي، في احتفال عيد العلم، اليوم الأحد، إلى المشروع، الذي يعتبر سبباً رئيساً في أزمة التراجع الحاد لقيمة الجنيه، بحسب خبراء الاقتصاد، وقال عنه في مؤتمر الشباب الأخير إن من ضمن أهدافه "بناء ممانعة معنوية للشعب المصري، بعد فترة صعبة استمرت لأربع سنوات"، إذ اكتفى بإعلان ثلاثة قرارات عن مضاعفة جوائز الدولة الممنوحة لـ"شباب العلماء".
ونشر رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صوراً من صحف النظام الحكومية والخاصة إبان افتتاح التفريعة، وما تضمنته من "مانشيتات" خادعة عن مئات الملايين التي تنتظر المصريين، متصاحبة بتعليقات ساخرة، إذ كتب عمرو ثروت، قائلاً: "بمناسبة ذكرى قناة السويس الجديدة.. إن شاء الله هايتم توزيع أرباحها في الآخرة".
وقال إبراهيم السيد معلقاً: "في ذكرى الفنكوش.. مين اللي هايحاسب السيسي؟ راحت فلوسك يا مصر"، بينما كتب محمد حمدي: "من يوم ما كانت مصر بتفرح وقت الإنجاز، وإحنا ما قولناش حاجة، إلا وتحققت.. لو حد سألني إمتى هانشوف المليارات بتاعه القناة الجديدة؟ أقوله لما تبقى تشوف مليارات المؤتمر الاقتصادي"!
وأصدرت إدارة الإعلام بهيئة قناة السويس بياناً مقتضباً، اليوم، تجاهل الأرقام الرسمية لإيرادات القناة، وما شهدته من تراجع عقب تدشين التفريعة الجديدة، وقالت إن "ذكرى افتتاح القناة في زمن قياسي أبهر العالم، وجاء لتيسير حركة التجارة العالمية"، زاعمة "تسجيل أرقام قياسية في أعداد السفن منذ افتتاح التفريعة، بما يدحض الأقاويل التي تناولت بالنقد المشروع العملاق".
إلى ذلك، طالب السيسي حكومته بـ"مضاعفة جهود تقديم العون لعلماء مصر، وشبابها المبدع، وإنشاء وزارة التعليم العالي صندوق لرعاية المبتكرين والنوابغ من الشباب والنشء، بمشاركة القطاع الخاص، والمجتمع المدني، بجزء من موازنتهم المخصصة للمسؤولية المجتمعية، على أن يتولى الصندوق دعم إنشاء المدينة المصرية للعلوم والتكنولوجيا بالعاصمة الإدارية الجديدة".
كما وجه الرئيس المصري وزير التعليم العالي إلى "اتخاذ إجراءات زيادة عدد الجوائز التي تمنحها الدولة في المجالات كافة، ومضاعفة قيمها المالية، وإنشاء أربع جوائز جديدة للابتكار في مجالات الزراعة والغذاء، والصحة والدواء، والطاقة والمياه والصناعة، تُخصص للشباب المبتكرين، على أن تكون قيمة الجائزة الواحدة 250 ألف جنيه، ويبدأ العمل بها اعتباراً من جوائز هذا العام".
وشاهد السيسي فيلماً تسجيلياً في بداية الاحتفال، استعرض "جهود تطوير التعليم الجامعي، وما قبل الجامعي، ومنظومة البحث العلمي"، وسط إشادة من وزيري التعليم والتعليم العالي بـ"حرص القيادة السياسية على إحياء الاحتفال بعيد العلم بعد توقف، وما يعكسه ذلك من إرادة لتكريس قيمة العلم في مصر، وتسليمهما للأول "درع عيد العلم"".
وكرم السيسي علماء مصر الفائزين بجوائز النيل، وجوائز الدولة التقديرية، والتشجيعية، وأوائل الجامعات، والثانوية العامة، والدبلومات الفنية، ومنحهم أنواط الامتياز، مدعياً رفع حجم الإنفاق الحكومي على البحث والتطوير، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، من 11.8 مليار جنيه، إلى 17.5 مليار جنيه، بزيادة قدرها 47%.