وأعلن يعالون في كلمة له أمام المؤتمر الإسرائيلي المنعقد في هرتسيليا، تحت مسمى مؤتمر القمة الدولي لمكافحة الإرهاب، أن "إيران هي التي ستتخذ القرار بشأن الحرب وليس حزب الله أو الحكومة اللبنانية".
واعتبر يعالون أن "على المجتمع الدولي أن يتجه لفرض عقوبات على إيران بسبب انتهاكها للقوانين والقرارات الدولية بشأن عدم تسليح المنظمات الإرهابية ونشر السلاح، كما هو الحال في خرقها للقوانين الدولية ونقل السلاح للحوثيين عبر عمان، لكن النظام الدولي لا يتخذ أي خطوات بهذا الاتجاه"، بحسب ادّعاءاته. وأضاف أنه يمكن فرض العقوبات على إيران أيضا على خلفية انتهاك حقوق الإنسان فيها.
ولفت يعالون إلى أن الخطر الأكبر هو أن تحصل إيران على السلاح النووي وهو ما يجب منعه بطريقة أو أخرى، مشيرا إلى أن إسرائيل قامت في مرات عديدة بمنع نقل إيران أسلحة متطورة لحزب الله.
وهاجم يعالون إلى جانب إيران تركيا، مدعيا أن الحكومة التركية، وبالرغم من كون تركيا عضوا في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، قامت بشراء النفط من "داعش"، كما مكنت نشطاء وعناصر إرهابيين من مختلف أنحاء العالم من الوصول إلى الأراضي السورية للمشاركة في القتال إلى جانب "داعش"، ومن ثم العودة إلى بلدانهم الأصلية، أيضا عبر الأراضي التركية، دون أن يتخذ المجتمع الدولي أي خطوات ضدها. كما أن تركيا استضافت قواعد حركة "حماس" بعد انتقال هذه القواعد من سورية مع اندلاع الحرب الأهلية هناك.
وزعم يعالون أن الحرب على "الإرهاب" يجب أن تنتقل من حالة الدفاع إلى الهجوم، فـ"هذا ما فعلته إسرائيل مثلا في مواجهة انتفاضة الأفراد". وادعى يعالون أن كلاً من حركة حماس وحزب الله، مرتدعان حاليا ولا ينفذان أو يحاولان تنفيذ عمليات ضد إسرائيل. لكن يعالون، وعلى غرار وزير الأمن الإسرايلي الحالي، أفيغدور ليبرمان، اعتبر أنه تجب مكافحة الإرهاب عبر شن حرب على الأطراف الكبرى، الدول الراعية والممولة للإرهاب، وإلا ظلت الحرب موجهة ضد العناصر الفردية والجماعات الإرهابية دون التطرق إلى الدول الممولة لها.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي الحالي، أفيغدور ليبرمان، قال أمس في كلمته أمام المؤتمر المذكور، إنه لا يمكن القضاء على الإرهاب الإسلامي بدون تغيير النظام الحالي في إيران.
في السياق، نقل موقع والاه الإسرائيلي عن ضابط رفيع المستوى في قيادة جيش الاحتلال، قوله إن حزب الله لا يملك القدرة في مواجهة عسكرية قادمة، على تنفيذ هجوم بري يمكنه في نهاية المطاف من اختراق الحدود والسيطرة على بلدة أو مستوطنة إسرائيلية حدودية، ولو لبعض الوقت.
وجاءت تصريحات الضابط الإسرائيلي في الأسبوع الثاني للمناورات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال في الجليل، وتحاكي مواجهة عسكرية مع حزب الله.
وتشكل هذه التصريحات التي نقلها الموقع خروجا عن سيل من التصريحات والسيناريوهات التي ردّدها جيش الاحتلال وأجهزة الاستخبارات في الأعوام الأخيرة، ومن ضمنها الحديث عن خطط عسكرية لمواجهة سيناريو كهذا، كان آخرها أمس، الإعلان عن أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، صادق سوية مع وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، على الخطة المعروفة باسم "ميلونيت" (وتعني الخان أو الفندق الصغير)، والتي تقوم على إخلاء بلدات إسرائيلية من ضمنها مدينة كريات شمونة، في حال مواجهة عسكرية مع حزب الله، ونقل السكان إلى مناطق في وسط إسرائيل، وذلك لتفادي سيناريو هجوم بري يشنه حزب الله وتتمكن قوات برية تابعة له، في سياقه من اختراق الحدود واحتلال بلدات إسرائيلية حدودية.
وقال الموقع الإسرائيلي إن الضابط أكد مع انتقال مناورات الجيش من تدريبات على حالة الدفاع إلى الهجوم، أنه "لا يوجد أي وضع يمكن فيه لحزب الله أن يحتل شريطا أو منطقة في إسرائيل، وأفترض أنه سيقول إنه تمكن من تحقيق ذلك، لكن وضعا كهذا وعلى ضوء القوات التي لدينا، وبالنظر إلى منظومة الدفاع في القيادة الشمالية للجيش، فإن مثل هذا لن يحدث".
ووفقا للضابط الإسرائيلي، فإن "جزءا من قواتنا مكشوف وعلني والقسم الآخر خفي، وعلى كل حال لن نسمح له بالسيطرة على أراض إسرائيلية لوقت طويل. السؤال هو ليس هل سيتم اختراق خط الاشتباك بيننا وبينهم وإنما ماذا سيكون حجمه"؟