أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، اليوم الإثنين، عن تكليف فريق للتواصل مع حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في ظل الأزمة القائمة بينهما، فيما نجا مسؤول أمني من محاولة اغتيال في عدن، جنوبي البلاد.
وأفادت مصادر رسمية تابعة للحوثيين، بأن المكتب السياسي للجماعة، أقر اليوم تكليف فريق من قياداته "للتواصل والتفاهم والتنسيق مع "الشركاء" في المؤتمر" و"معالجة أي إشكالات طارئة".
ويتألف الفريق، من المتحدث الرسمي باسم الجماعة، ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبد السلام، بالإضافة إلى القيادي، وعضو ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، مهد المشاط، ووزير الإعلام في الحكومة التي شكلها الطرفان في صنعاء، أحمد حامد، وشقيق زعيم الجماعة، والذي يشغل وزيراً للتربية والتعليم بالحكومة ذاتها، بالإضافة إلى مسؤول الدائرة السياسية في الجماعة، حسين العزي، والقياديين حمزة الحوثي وسليم المغلس.
وذكرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، أن الأيام الماضية، شهدت "العديد من جلسات التنسيق والتفاهم بين أنصار الله والمؤتمر"، وأن أبرزها الاتصال الذي جرى بين زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، وصالح.
وكانت الخلافات بين الحوثيين وحزب صالح قد وصلت الأسابيع الماضية إلى درجة غير مسبوقة من التوتر، إلا أن الطرفين توصلا إلى التهدئة التي ما تزال تختبر الصمود، في ظل عدم الإعلان عن اتفاق حول أبرز قضايا الخلاف.
وفي عدن، نجا وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون خدمات الشرطة (في مناطق الشرعية)، اللواء محمد مساعد الأمير، من محاولة اغتيال من قبل مسلحين في منطقة بئر فضل.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية بنسختها التابعة للحكومة الشرعية عن مصدر مسؤول في الوزارة أن "عناصر مسلحة اعترضت طريق وكيل وزارة الداخلية وهو على متن سيارته في خط الخميس بمنطقة بئر فضل، وتبادلوا إطلاق النار مع مرافقيه ما أسفر عن أضرار مادية في سيارته في حين لم يصب الوكيل بأي أذى"، فيما تمكنت حراسته من ضبط اثنين من المهاجمين، وفقاً للمصدر.
وتشهد عدن بين الحين والآخر، محاولات اغتيال، في ظل تعدد الأجهزة الأمنية والعسكرية وولاءاتها، وهو الأمر الذي كان قد انعكس بمواجهات في إحدى مناطق عدن منذ أيام.
ميدانيا، قالت مصادر متعددة في قوات الجيش الموالي للحكومة الشرعية إن نحو أربعة من الأطفال قتلوا وأُصيب آخرون، اليوم الاثنين، في حصيلة أولية، بقذائف أطلقتها القوات التابعة للحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح على حي الجحملية شرقي محافظة تعز.
وبحسب سكان محليين، ونشطاء رصدوا الحادثة، فإن قوات الانقلابيين استهدفت مجموعة من الأطفال بقذيفة "هاوزر" في حي الجحملية شرقاً، وأسفر القصف عن مقتل كل من يوسف خالد عبدالكافي (12 سنة)، ونصر منصور أحمد غالب (14 سنة)، وريان بدر غالب أحمد غالب (7 سنوات)، وعيسى محمد عبده الحميري (15 سنة).
وذكرت وسائل إعلامية رسمية تتبع لقوات الشرعية، أن القصف استهدف حي الجحملية مغرب اليوم، شرق المدينة، ولم يصدر عن الحوثيين تعليق فوري على هذه الأنباء.
في سياق آخر، اندلعت في محافظة تعز مواجهات بين قوات الشرعية وقوات الحوثي وصالح في جبهة الكدحة غربي المحافظة، وأعلنت قوات الشرعية في تلك المناطق أنها حققت تقدما وسيطرت على عدد من المواقع، بينها جبل الراعي الاستراتيجي وسلسلة التلال المحاذية له، وكذلك مدرسة خالد ووادي درخاف في جبهة الكدحة غربي تعز، وذلك بعد مواجهات عنيفة ما زالت مستمرة، وتبادل للقصف المدفعي بين الطرفين.
ورغم هذه الأنباء، إلا أن مصدراً ميدانياً في قوات الشرعية، صرح لـ"العربي الجديد"، أن الأخيرة تراجعت من معظم المواقع التي كانت قد سيطرت عليها بعد تقدمها في جبهة الكدحة (غربا) نتيجة الهجمات المدفعية المكثفة التي تشنها قوات الانقلابيين، وذكر أن ثلاثة قتلى سقطوا في صفوف الشرعية وجرح آخرون، كما قتل اثنان في صفوف الحوثيين.