وأعلنت مصادر تابعة للحوثيين، اليوم السبت، عن تمكن مسلحيها وحلفائهم من أسر عدد من الجنود السعوديين ومقتل آخرين، أثناء محاولة قوات سعودية استعادة موقع يُدعى الشرفة، قال الحوثيون إنهم سيطروا عليه في منطقة نجران السعودية الحدودية والمرتبطة من جهة اليمن، بمحافظة صعدة، معقل الجماعة شمالي البلاد.
وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، وأخرى قريبة من الطرفين، بارتفاع وتيرة الغارات والمواجهات في المناطق الحدودية (الشمالية الغربية بالنسبة لليمن)، في الأيام الأخيرة، مع تنفيذ الحوثيين وحلفائهم عمليات هجومية ضد مواقع سعودية قريبة من الحدود، وسط تضارب المعلومات حول حصيلة الخسائر في صفوف الطرفين.
ونفذ التحالف عشرات الضربات الجوية في محافظة صعدة خلال الأيام الماضية، بينها نحو 28 غارة، الجمعة، تركّزت أغلبها في مديرية كتاف الحدودية (مع نجران)، فيما أعلنت مصادر يمنية تابعة للشرعية في اليوم ذاته، عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين وحلفائهم، بينهم أربع قيادات، وذلك نتيجة غارات جوية وقصف مدفعي لقوات الجيش اليمني الموالية للشرعية.
وبث الحوثيون يوم الجمعة الماضي، تسجيلاً مصوراً لجنديين سعوديين أسيرين، قالت الجماعة إنهما أُسرا مؤخراً بمنطقة "نجران"، وظهر الجنود يناشدون بلادهم بوقف الحرب والتعجيل بملف تبادل الأسرى، وبعد ساعات من بث التسجيل، أعلن الحوثيون عن أسر سعوديين جدد، خلال المواجهات في الحدود.
وتدور المواجهات في المناطق الحدودية التي يسيطر عليها الحوثيون من جهة اليمن مع السعودية، بين مسلحي الجماعة وحلفائها الموالين لعلي عبد الله صالح من جهة، وبين القوات السعودية وقوات يمنية موالية للشرعية، تقدمت من الجانب السعودي، من جهة أخرى، وتتركز أغلب المواجهات في مناطق "صعدة"، الحدودية، وهي معقل الحوثيين، والذي يرتبط بحدود جبلية وعرة بالغالب، مع مناطق نجران وجيزان (تكتب أيضاً جازان)، وعسير.
وكان لافتاً تزامن التصعيد في المناطق الحدودية لصعدة، مع تصعيد مستمر، في الجزء الساحلي من محافظة حجة الحدودية، والتي أصبحت في صدارة المناطق المشتعلة بالمواجهات والعمليات الجوية، وتحديداً في مديريتي ميدي (الساحلية المطلة على البحر الأحمر)، وجوارها مديرية حرض، وكلاهما حدودية مع السعودية تشهد مواجهات بين كر وفر، منذ أكثر من عام ونصف العام، غير أن وتيرة المعارك والغارات تصاعدت مجدداً منذ أسابيع.
وتعتبر المناطق الحدودية في الأصل من أكثر المناطق المشتعلة والمنكوبة بسبب الحرب الدائرة منذ تدخل التحالف بقيادة السعودية في الـ 26 من مارس/ آذار 2015، وهي مناطق تتكرر فيها حوادث قصف المدنيين من قبل مقاتلات التحالف، جراء استهداف مركبات أو منازل في مناطق متفرقة، في ظل استمرار المواجهات والهجمات المتقطعة.
ويحمل التصعيد في الحدود أكثر من بعد، فعلى صعيد الحوثيين، تحاول الجماعة إيصال رسائل الرد على الجانب السعودي مباشرة عبر الحدود، لتؤكد أن الحرب لأكثر من عامين، لم تتمكن من وقف قدرتها على تهديد الجانب السعودي.
وفي المقابل، يُفسر تصعيد التحالف في تلك المناطق بأنه ضمن أولويات حماية الحدود السعودية وكذلك استكمال السيطرة على الجزء الشمالي من الساحل الغربي، في منطقة ميدي، بعد أن سيطر خلال الفترة الماضية على الجزء الجنوبي من الساحل، حيث باب المندب، وأغلب الجزر اليمنية في البحر الأحمر.