ومع تقدم قوات النظام وتمكنها من فتح طريق إلى قواتها المحاصرة في مدينة دير الزور، بدأت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" بعملية "عاصفة الجزيرة"، وشرعت بالتقدم في مناطق سيطرة تنظيم "داعش"الإرهابي حتى بسطت سيطرتها على حقل كونيكو، أكبر حقول الغاز في سورية إنتاجا، بينما توقّفت قوات النظام عند أطراف بلدة خشام على بعد كيلومترات فقط من كونيكو.
وتقول مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الصراع الحقيقي بين الطرفين يكمن في محاولة عرقلة كل طرف للآخر قبل الوصول إلى حقل العمر النفطي، الذي يقع جنوب ناحية الصور بالقرب من طريق دير الزور الحسكة، وهو أكبر حقل للنفط في سورية مساحة وإنتاجا.
ومن جانبه، قال الناطق باسم "جيش مغاوير الثورة" المعارض للنظام السوري، محمد مصطفى جراح، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "(قسد) تمثل الذراع اليمنى للنظام السوري"، وذلك في إشارة إلى عدم وجود صراع بينهما، إنما هناك تبادل للأدوار وتقاسم للثّروات.
ويفصل بين قوات النظام وحقل العمر مسافة تقارب 30 كيلومترا، وأهم البلدات الواقعة بين خشام، التي تحاول قوات النظام بسط السيطرة عليها، وحقل العمر، هي بلدات جديدة عكيدات والشحيل والبصيرة، فضلا عن وجود حقل الجفرا، بينما تفصل بين مليشيات "سورية الديمقراطية" والحقل قرابة 25 كلم بعد السيطرة على كونيكو.
ويقع حقل العمر على الضفة الشمالية من نهر الفرات قبالة مدينة الميادين، التي تعد أحد أكبر معاقل تنظيم "داعش" في محافظة دير الزور بعد مدينة البوكمال، والواقعتين على الضفة الجنوبية، حيث تحاول قوات النظام الوصول إلى المدينتين عبر التقدم في محور المحطة الثانية جنوب محافظة ديرالزور.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق، مليشيات "سورية الديمقراطية" بدخول مناطق سيطرة تنظيم "داعش" دون مقاومة، في وقت تعرضت فيه مواقع "قسد" في حقل كونيكو لقصف جوي نفت روسيا علاقتها به.
وتسيطر مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية على حقول النفط في محافظة الحسكة، شمال شرق سورية، بينما تتقاسم السيطرة على مدينة الحسكة ومدينة القامشلي مع قوات النظام السوري منذ سنوات، إثر تفاهمات برعاية روسية أميركية.
وتقاد مليشيات "قسد" من قبل "وحدات حماية الشعب" التي تحاول الحصول على حكم ذاتي يؤدي إلى الانفصال عن سورية، وكان وزير خارجية النظام، وليد المعلم، قد صرح أمس بأن منح الأكراد في سورية إدارة ذاتية أمر قابل للتفاوض.