نشرت مجلة "فوربس" الأميركية على موقعها الإلكتروني مقالاً تدعو فيه الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب، إلى إعادة النظر بالعلاقات مع نظام عبد الفتاح السيسي في مصر، لافتة إلى أنه على ترامب التخلي عنه، وذلك بعدما حول البلاد إلى "سجن كبير مفتوح".
وأشار المقال في بدايته إلى أن "السيسي كان أحد الطغاة المفضلين لدى الرئيس الأميركي، على الأقل حتى الأسبوع الماضي، بعدما استهدفت وزارة الخارجية الأميركية الجنرال الذي تحول إلى رجل سياسة بسبب القمع الواسع الذي يمارسه"، في إشارة إلى تقليص المساعدات الأميركية لمصر.
وبعدما استعرض المقال بالتفصيل تاريخ العلاقات الثنائية بين واشنطن والقاهرة، ومختلف أشكال القمع التي يرتكبها نظام السيسي، دعا الولايات المتحدة إلى الوقوف في صف الشعب المصري بدل الانحياز لطغاة عابرين. كما لفت إلى أن الدعم الذي توفره بلاد العم سام للعنف والقمع بمصر يضر بسمعتها، مضيفا أنه بسبب ذلك يتعين على إدارة ترامب الكف عن دعم نظام السيسي الدكتاتوري.
وبخصوص المساعدات المالية التي تقدمها أميركا لمصر، دعا مقال "فوربس" إلى إعادة النظر بها، واعتبرها بمثابة رشوة، مشيرا إلى أن اللقاء الذي جرى بين ترامب والسيسي في شهر أبريل/ نيسان الماضي، لم يبن خلاله الرئيس الأميركي أي قلق بشأن وضع حقوق الإنسان.
وتابع مقال المجلة الأميركية أن القاهرة اعتقدت أن بوسعها تقديم المزيد من الطلبات لواشنطن، بما في ذلك حثها على رفع قيمة المساعدات، ورفع بعض القيود على المساعدات العسكرية، وتصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا، وكذلك ترحيل من يوجهون انتقادات للنظام المصري.
وأضاف أن السيسي أوّل على ما يبدو موقف الرئيس الأميركي على أنه ضوء أخضر لتصعيد الحرب التي يشنها النظام على الشعب المصري.
وبخصوص القمع الذي يمارسه السيسي، قال مقال "فوربس" إن النظام في حرب مع البلاد التي يحكمها، والرئيس السيسي دفع معارضيه إلى العمل السري وبقي العنف الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام المعارضة، مضيفاً أن الولايات المتحدة اختارت الوقوف بصف نظام وحشي لا يتوانى عن قتل معارضيه، والزج بهم بأعداد غفيرة بالسجون، وممارسة القمع بلا هوادة، وتكديس الثروات بدون خجل.
وتابع أنه إذا كان السيسي يستطيع، كـ"فرعون في العصر الحديث"، الاستمرار في الوجود في ظل مثل هذه الخروقات، فإن تقليص المساعدات الأميركية لن يؤدي إلى القضاء على نظامه أو التجاوزات المتورط بها.
وخلص المقال إلى أنه ليس في وسع واشنطن تغيير العالم، لكن الخطوات التي تقوم بها يجب أن تضع في الحسبان القيم الأخلاقية، وأنه وكحد أدنى يتعين على الولايات المتحدة رفض دعم الأنظمة المتسلطة. ودعا واشنطن إلى الوقوف بصف الشعب المصري بدل دعم حكامه، مشدداً على أنه في المدى البعيد فإن ذلك هو الكفيل بالمساهمة في تعزيز الاستقرار والديمقراطية.