وفشل البرلمان العراقي، في جلسة صاخبة عُقدت مساء اليوم، في التصويت على الموعد الذي حددته حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وهو الثاني عشر من مايو/أيار المقبل، بعد انسحاب أكثر من 60 عضواً من قاعة البرلمان بشكل أدى إلى اختلال نصاب الجلسة، احتجاجاً على قرار رئيس البرلمان تحويل التصويت إلى سري بدلاً من العلني.
وبحسب وزير عراقي بارز في حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، فإن "كلاً من السنة والأكراد لديهم موقف ثابت بضرورة التأجيل، وانضمت إليهم قوى شيعية أخرى، شعرت بالقلق من دخول الحشد في الانتخابات منافساً لها في معاقلها التقليدية، وتحاول الآن أن تكسب وقتا إضافيا لترتيب وضعها في الجنوب وبغداد".
ولفت الوزير إلى أن "الجهات التي تصر على إجراء الانتخابات اليوم، هي حزب الدعوة والفضيلة وحركة إرادة، فضلا عن تحالف الفتح الذي يمثل فصائل الحشد الشعبي انتخابيا".
وحول الموقف الأميركي، قال "الولايات المتحدة أصدرت بياناً حول الانتخابات، وحذّرت من التأجيل ضمن لعبة الشد والجذب مع الفريق الإيراني الموجود على رأسه قاسم سليماني في بغداد، لكن الحقيقة التي تسربت إلينا أنها مع التأجيل، خوفاً من اختلال تمثيل السنة والمسيحيين والأكراد في المناطق المختلطة، كما أن سيطرة المليشيات عسكرياً على عدد من المدن ومشاركتها في الانتخابات في الوقت نفسه غير مريحة لها، بحسب ما نقل لنا دبلوماسي أميركي".
وأشار إلى أن "إيران تسعى إلى إجراء الانتخابات؛ كونها تدرك أن نصف مقاعد ديالى وصلاح الدين وكل مقاعد بابل ستكون لقائمة الحشد الشعبي" وفقا لقوله.
وحول موقف العبادي، قال "أعتقد أن رئيس الوزراء بحاجة إلى التأجيل الآن، أكثر من غيره، بعد حفرة الحشد وتحالفه معهم، لكنه لن يعلن ذلك صراحة، والدليل أنه ألغى اجتماعا كان مقررا مع رؤساء الكتل السنية لإقناعهم بالعدول عن مطلب تأجيل الانتخابات، وتقديم وعود تسريع إعادة النازحين إلى مدنهم".
من جانبها، قالت عضوة البرلمان العراقي، محاسن حمدون، لـ"العربي الجديد" إنه "سيعاد السبت التصويت على موعد الانتخابات، وموقف الكتل الداعية إلى تأجيلها هو نفسه"، وأضافت حمدون أن "التصويت سيكون سريا أيضا في الجلسة".
بدوره، قال النائب كاظم الصيادي، إن السيناريو الحالي يشي بتأجيل الانتخابات لستة أشهر أخرى، مبيناً أن "هناك أطرافاً داخل التحالف تريد التأجيل لكنها لا تعلن ذلك، وكانت ترغب في أن يكون التصويت سريا حتى لا يفتضح أمرها، وفي حال استمرار التصويت السري يوم السبت، ولم يختل النصاب بسبب الانسحابات، فإنه سيتم رفض موعد الحكومة وطرح موعد جديد، وهو الأول من ديسمبر لإجراء الانتخابات".
وأضاف الصيادي لـ"العربي الجديد" أنه يمكن القول إن نصف أعضاء التحالف الوطني يريدون التأجيل، وكلٌ له أسبابه الخاصة، لكنهم يخشون من الإعلان عن ذلك".