وفي تصريحات صادرة عنه اليوم الاثنين، أضاف عراقجي أنه خلال زيارته الأخيرة لألمانيا التقى بمسؤولين هناك بحث وإياهم ملف العلاقات الثنائية فضلاً عن ملفات ترتبط بالاتفاق وقضايا إقليمية ودولية ثانية، حسب قوله.
ورأى أن الولايات المتحدة الأميركية تحاول تخريب الاتفاق بسبل عدة، كما حاولت التأثير على الأطراف الأوروبية فيه دون أن تصل للنتيجة المرجوة، معتبراً أن الخلاف الحالي بين أميركا والاتحاد الأوروبي غير مسبوق. ورأى أيضاً أن الأوروبيين لا يستطيعون تجاهل الاتفاق كما تريد واشنطن، لأن هذا سيؤثر عليهم سلباً أمام المجتمع الدولي، إلا أنه توقع أن يتعرض الاتفاق لتحديات وعقبات جديدة خلال الأشهر القادمة.
وفيما يتعلق بالنووي كذلك، قال سفير إيران في لندن وعضو الوفد النووي المفاوض، حميد بعيدي نجاد، إن الاتفاق حقق إنجازات لصالح إيران، منها الحفاظ على عمل مفاعل آراك بالماء الثقيل والموافقة على تحديثه، رغم المطالب بوقف كل هذا والتي طرحت على طاولة الحوار خلال المحادثات، حسب قوله.
من جهته، علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، على الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، لطهران، والتي يصلها في مارس/ آذار القادم بعد تأجيلها، وذكر إنها على جدول أعمال البلدين، لكن لم يتم تحديد الملفات التي سيبحثها مع المسؤولين الإيرانيين خلالها. ويأتي هذا بعد أن صدرت تصريحات فرنسية أكدت أن الوزير سيبحث ملفي دور إيران الإقليمي وصواريخها الباليستية التي ترى فيها باريس تهديداً.
وفي مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده اليوم الاثنين، أضاف قاسمي أن الزيارة ستبحث ما يرتبط بالعلاقات الثنائية فضلاً عن أبرز التطورات الإقليمية والدولية بطبيعة الحال. كما ستركز على الحرب على الإرهاب ودور إيران فيها، مؤكداً هو الآخر أن إيران لم تدخل في محادثات مع أطراف أوروبية حول ملفها الصاروخي ولن تفعل ذلك، موضحاً أن هناك فرقاً بين الانضمام لمحادثات ومفاوضات أو تبادل وجهات النظر حول بعض القضايا السياسية، بحسب تعبيره.
وعلق قاسمي على خبر آخر مفاده أن دولاً أوروبية تبحث فرض عقوبات جديدة على إيران، قائلاً إنه لم يصله قرار رسمي بهذا الشأن، واعتبر أن هناك أعداء يحاولون التأثير سلباً على العلاقات الإيرانية الأوروبية، مؤكداً أن طهران ترحب باستمرار وتطوير هذه العلاقات.
ودعا قاسمي الولايات المتحدة للالتزام بما عليها من تعهدات في الاتفاق، وتسهيل تطبيق بند إلغاء العقوبات، وتسهيل تسليم الطائرات المدنية لبلاده بموجب صفقات تم توقيعها سابقاً.
وفي جانب آخر، تطرق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لملفات ترتبط بدول إقليمية، فرفض قاسمي اتهامات البحرين لإيران بالتحريض على الإرهاب، ويأتي هذا بعد أن ألقت القبض على أفراد قالت إنهم على علاقة بإيران وأحبطت مخططات إرهابية، وذكر إنها اتهامات واهية عارية عن الصحة.
كما رأى أن السعودية مستمرة بسياساتها العدائية إزاء بلاده، كما أنها مازالت تعيش في أوهامها وغير مستعدة لاتخاذ سياسات منطقية تتعلق بعلاقاتها مع دول الجوار، ونفى كذلك وجود وساطة روسية بين طهران والرياض، إلا أنه أكد رغبة إيران ببناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل وتؤسس لتعاون إقليمي، حسب تعبيره.
وانتقد قاسمي وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، داعياً إياه لوقف شن هجومه ضد إيران فيما يتعلق باليمن. وقال إن "هذه التصريحات باتت ملتصقة بشخصية الجبير، ولو انتهت المسألة لأصبح دون هوية واضحة" واصفاً تصريحاته بالمكررة والسخيفة والتي تسعى لتجاهل دور الرياض وما تفعله في قضايا الإقليم.
في سياق متصل، نشر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مقالاً في صحيفة "فايننشال تايمز" طالب خلاله بتشكيل ما أسماه بالشبكة الأمنية الإقليمية، من خلال تعاون أطراف المنطقة، داعياً الأطراف الأوروبية لدعم هذا السيناريو ولإيجاد مجمع للحوار بين بلاده والأطراف الخليجية.
واعتبر ظريف أن طهران قادرة على بناء سياسة أمنية في المنطقة خلال مرحلة ما بعد الحرب على تنظيم "داعش"، وطالب بإنهاء سباق التسلح في المنطقة بما يضع حداً للمغامرات الكارثية ويحقق استقرار الإقليم.