وأضافت المصادر أن مكتب السيستاني أبلغ بمنع استخدام الأحزاب الشيعية المشاركة في الانتخابات صور المرجع الديني، أو مقتطفات من كلامه في الصور والبوسترات الجدارية التي تعلق في الشوارع والمكاتب الخاصة بالأحزاب، أو خلال المهرجانات الانتخابية المزمع انطلاقها قريبا.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات العراقية في الثاني عشر من مايو/ أيار المقبل، وسط احتدام المنافسة بين الكتل والتيارات الشيعية المختلفة، ممثلة بثلاث قوائم يتصدرها كل من رئيس الوزراء الحالي، حيدر العبادي، ورئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، فضلا عن زعيم مليشيات "الحشد الشعبي" والمقرب من إيران، هادي العامري.
وذكر قيادي بارز في التحالف الوطني في بغداد، لـ"العربي الجديد"، أن "السيستاني لن يبارك أو يدعم أي تحالف أو حزب سياسي خلال الانتخابات المقبلة"، مضيفا أن "مكتب المرجع الديني أبلغ الجميع بمنع استخدام صوره أو خطبه ومقتطفات من أحاديثه في دعايتهم الانتخابية، كونها وسيلة إيهام وخداع للجمهور توحي بأن المرجع الديني يؤيد هذه القائمة أو تلك".
من جهته، قال مقرب من السيستاني، في حديث لـ"العربي الجديد" من مدينة النجف جنوب العراق، إن "المرجع رفض طلبات لقاء عدد من السياسيين والمسؤولين الحكوميين لوجود خيبة أمل كبيرة في أدائهم بشكل عام، وفشلهم في تحقيق الحد الأدنى من الوعود التي أطلقوها سابقا".
ووفقا للمصدر ذاته، فإن "موقف عدد من المراجع الدينية الأخرى مشابه لموقع السيستاني، لذا فإن الانتخابات الحالية لن تشهد أي مباركة دينية لأي من الأحزاب الإسلامية الشيعية"، وفقا لقوله.
في غضون ذلك، كشفت مصادر سياسية عراقية عن لقاء هو الأول من نوعه بين ممثلين عن رئيس الوزراء وآخرين عن كتل وقوى سنية وأخرى مدنية يرأسها نائب الرئيس الحالي، إياد علاوي، تناول إمكانية تشكيل تحالف بعد إعلان نتائج الانتخابات، بسبب إغلاق باب تسجيل التحالفات من قبل مفوضية الانتخابات الخميس الماضي.
وقال مسؤول سياسي مطلع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي بدأ بالتحرك فعليا لتشكيل تحالف عابر للطائفية، من خلال مفاوضات يجريها مع كتل تحالف القوى، وبعض الكتل الكردية، وأخرى من التيار المدني، فضلا عن عدم توقف مفاوضاته مع التيار الصدري".
وأشار إلى أنّ "محاولات العبادي قد تثمر عن نتائج إيجابية في هذا الصدد، إذ إنّ هناك تقاربا بين العبادي وبعض تلك الكتل، والذي قد تنتج عنه تحالفات".
ويثير التقارب بين المالكي ومليشيات "الحشد الشعبي" مخاوف بعض الكتل من تكريس الطائفية من جديد في العراق، ما دفعها إلى السعي لمحاولة تشكيل تحالف عابر للطائفية، رغم الصعوبات التي تعترض طريقه.
وقال القيادي في التحالف المدني، ستار الزبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "سعي بعض الجهات السياسية إلى تكريس الطائفية من جديد أمر خطير لا يمكن أن نقبل به، خصوصا وأنّ تقارب المالكي و"الحشد" مؤشر على ذلك"، مضيفا: "نحن أمام تحد كبير، إما أن نقبل بعودة العراق إلى مربع الطائفية، وما سيجره من نتائج وخيمة، أو تدارك الأمر بتحالف جديد ينقذ البلاد".
ودعا الزبيدي الكتل السياسية إلى أن "تعي خطورة المرحلة المقبلة، ومساعي ترسيخ الطائفية، الأمر الذي يتطلب منا تجاوز كل الخلافات الضيقة والتوجه نحو تحالف عابر للطائفية، تقدم فيه مصلحة البلاد على غيرها من المصالح الأخرى". وكان البرلمان العراقي قد أقر، أمس، قانون الانتخابات البرلمانية، بعد أن أصدر القضاء قرارا ملزما بعدم تغيير موعدها، المقرر في 12 مايو/ أيار المقبل.