ومرتديا عباءة رجل الأعمال، التي يتقن الحديث بلغتها، أضاف ترامب أنه "حينما يتحقق النمو بالولايات المتحدة الأميركية، فإن العالم كذلك ينعم بالنمو"، فيما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن ترامب لم يبتعد كثيرا عن ترديد أحد مواقفه الاقتصادية المفضلة لديه، وهو كون نظام التجارة الحرة العالمي لم ينصف في أحيان كثيرة الولايات المتحدة الأميركية.
وقال في هذا الإطار: "لا يمكن أن تكون لدينا تجارة حرة ومفتوحة إذا كانت بعض البلدان تستغل النظام على حساب بلدان أخرى"، مضيفاً: "ندعم حرية التجارة، لكن يجب أن تكون عادلة ومتبادلة، لأنه في نهاية المطاف تضعفنا جميعا التجارة غير العادلة. لن تستمر الولايات المتحدة في غض الطرف عن الممارسات السياسية غير العادلة".
وفيما يخص إيران، لفت ترامب إلى أن بلاده عرقلت مساعي طهران للحصول على سلاح نووي، معربا في الآن نفسه عن التزام بلاده "بألا تعود أفغانستان ملاذا آمنا للإرهابيين".
وطغت قضايا الاقتصاد على الخطاب الذي ألقاه ترامب، في ختام أسبوع من أعمال المنتدى الاقتصادي في جبال الألب السويسرية، إذ استغل الرئيس البالغ من العمر 71 عاماً كلمته، للترويج بأنّ بلاده هي المكان المناسب لمزاولة الأعمال.
وقال ترامب في هذا الصدد إن "الولايات المتحدة تعيش نموا اقتصاديا كبيرا والعالم يشهد بذلك ومنفتحون على الاستثمارات"، مفتخراً بكونه منذ وصوله للحكم، تم خلق 2.5 مليون فرصة عمل.
وفي ساعة متأخرة الخميس، سعى ترامب، خلال لقاء مع مديرين تنفيذيين أوروبيين، إلى إيصال الرسالة نفسها، قائلا إنّه "إذا لم تكن من المشجعين لشركتك أو بلدك فذلك لن ينجح".
وبدأ، اليوم الجمعة باعتذار نادر، من الرئيس الأميركي، على إعادة نشر تسجيلات فيديو لمجموعة بريطانية يمينية متطرفة، مسيئة للمسلمين.
وقال، في مقابلة مع الصحافي بيرس مورغان، مقدّم برنامج "غود مورنينغ بريتن" (صباح الخير بريطانيا) أُجريت في دافوس، ونُشرت، اليوم الجمعة، "إذا كنت تقول إنّهم أشخاص رهيبون وعنصريون، فسأعتذر بالتأكيد إذا رغبتم في ذلك".
وأثار ترامب غضباً في بريطانيا، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما أعاد نشر ثلاثة تسجيلات فيديو مناهضة للمسلمين، كانت قد نشرتها جايدا فرانسن نائبة زعيم حزب "بريطانيا أولاً" الذي دين في 2016 بارتكاب مضايقة دينية بالغة بحق مسلمة.
"أخبار كاذبة"
واستبعد ترامب الأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام، وقالت إنّه أمر، في يونيو/حزيران الماضي، بإقالة المدعي الخاص روبرت مولر المكلف بالتحقيق حول التدخل الروسي، قبل أن يتراجع تحت الضغوط، واصفاً إياها بأنّها "أخبار كاذبة".
وقال ترامب، أمام صحافيين، عند وصوله لإلقاء كلمته أمام المنتدى، "أخبار كاذبة وهذا سلوك معتاد من "نيويورك تايمز"... أخبار كاذبة".
وكشفت "نيويورك تايمز"، في تقرير خاص، اليوم الجمعة، أنّ ترامب، أمر في يونيو/حزيران الماضي، بطرد مولر، لكنّه تراجع عن ذلك في نهاية المطاف، بعد أن هدّد محامي البيت الأبيض دونالد ماكغان بالاستقالة.
وقال ترامب، عشية خطابه، "أعتقد أنّ الرسالة الحقيقية هي أنّنا نريد ازدهاراً أكبر ونريد سلاماً رائعاً". وأضاف "العديد من الأشخاص يعودون إلى الولايات المتحدة. نرى استثمارات هائلة".
وقبيل إلقاء خطابه في دافوس، عرضت مجموعات من النشطاء رسائل احتجاجية على جبال مجاورة. وعندما وصل ترامب إلى المنتدى مبتسماً، سارعت إحدى المعجبات لطلب توقيعه، لكن آخرين تمتموا، على مسمع منه، معبّرين عن رغبتهم في رشقه بالفاكهة.
"تحيات حارة" لأفريقيا
وطلب ترامب، اليوم الجمعة، من نظيره الرواندي بول كاغامي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، أن ينقل "تحيات حارة" إلى القادة الأفارقة الذين استنكروا بشدة تصريحات ترامب "المهينة" بحق دولهم.
وكان الاتحاد الأفريقي الذي يعقد قمة يومي 28 و29 يناير/كانون الثاني الحالي، في العاصمة الإثيوبية، قد ندّد في أواسط الشهر الحالي، بالتصريحات "المهينة" و"المقلقة" التي نقلتها وسائل إعلام عن ترامب بأنّه قال إنّ الدول الأفريقية "بلدان قذرة".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، في 12 يناير/كانون الثاني، أنّ ترامب وصف المهاجرين القادمين من هايتي والسلفادور وأفريقيا بأنّهم من "بلدان قذرة"، وذلك خلال اجتماع مع مستشاريه في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، عبّر فيه عن إحباطه من اتفاق لاستعادة حماية المهاجرين كجزء من صفقة حول قوانين الهجرة، يحاول التوصل إليها الحزبان الجمهوري والديمقراطي.
والعام الماضي، كان الرئيس الصيني شي جين بينغ محط الاهتمام في دافوس، حيث رفع راية التجارة العالمية أمام جمهور من الأثرياء الذين كانوا يترقبون تنصيب ترامب.
(العربي الجديد)