بدأت الوفود المشاركة في "مؤتمر الحوار الوطني" بسوتشي الروسية بالوصول، صباح اليوم الإثنين، وسط مقاطعة من هيئة المفاوضات السورية ومعظم المدعوين من المعارضة إلى المؤتمر.
وقالت مصادر محلية إن خمسين شخصية من المعارضة السورية في الشمال السوري، من المدعوين إلى سوتشي، اتخذت قراراً بمقاطعة المؤتمر، وذلك بعد يومين من إعلان هيئة المفاوضات السورية قرارها.
وأكد عدد من أعضاء هيئة المفاوضات في تصريحات لهم، التزامهم بقرار الهيئة بمقاطعة المؤتمر، على الرغم من تصويتهم لصالح الحضور.
من جانب آخر، قالت موسكو، اليوم: "إن غياب بعض ممثلي المعارضة السورية، لن يمثل انتكاسة خطيرة لمؤتمر سوتشي"، بحسب وكالة "رويترز".
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف "من غير المحتمل أن يؤدي عدم مشاركة بعض الممثلين عن العمليات الجارية حاليا في سورية إلى منع هذا المؤتمر من المضي قدماً، ولا يمكن أن يؤدي إلى تخريبه".
في المقابل، نشرت صفحة قناة حميميم العسكرية الروسية الرسمية، اليوم، تهديداً جديداً جاء فيه: "إن امتناع هيئة التفاوض المعارضة والعديد من القوى العسكرية والسياسية عن المشاركة في مؤتمر سوتشي الذي يعد خطوة هامة في إجراء عملية السلام، يعتبر مؤشراً واقعياً على مدى تغلغل القوى الإرهابية المتطرفة وحتمية وجوب القضاء عليها، وهو ما يؤكد وجهة نظر موسكو في المحافل الدولية".
ونقل موقع "روسيا اليوم" قول الممثل الخاص للرئيس الروسي في سورية، ألكسندر لافرنتييف: "إن مهمة المؤتمر تتمثل بإطلاق عملية إعداد دستور سوري جديد، يتم عرضه على الحكومة والمعارضة الداخلية والخارجية والمسلحة".
وأضاف "سيتم تشكيل مجلس رئاسة لمؤتمر الحوار، ولجنة عليا، ولجنة تنظيمية و3 لجان أخرى، بما فيها لجنة دستورية".
بدورها، ذكرت "وكالة إنترفاكس" الروسية، اليوم، نقلاً عن وثائق رسمية، أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، هو من سيرأس اللجنة الدستورية التي ستتشكل خلال مؤتمر سوتشي.
ومن المتوقع أن يعقد المؤتمر على مدار اليومين القادمين في منتجع بمدينة سوتشي، في حين ستفتتح الجلسة الرئيسية للمؤتمر مساء غد، الثلاثاء، بكلمة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأخرى لـ دي ميستورا.
الوفود المشاركة
وبدأ المشاركون بالمؤتمر بالوصول إلى سوتشي، اليوم، وسط غموض في طبيعة الوفود المشاركة أو المقاطعة من الدول الأجنبية والعربية المدعوة إلى المؤتمر بصفة مراقبين.
وأفادت وسائل إعلام روسية بأن وفد الأمم المتحدة، برئاسة دي ميستورا، وصل إلى سوتشي. وفي حين لم يتبين تماماً من هي الدول التي أرسلت وفوداً للمشاركة، تحدثت مصادر إعلامية عن عدم مشاركة الولايات المتحدة وفرنسا.
وكانت وكالة "سبوتنيك" الروسية قد كشفت سابقاً أن روسيا وجهت دعوة لكل من الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني لحضور المؤتمر.
وبحسب المصادر أيضاً، فقد وجهت روسيا دعوات لكل من مصر والسعودية والأردن والعراق ولبنان، إضافة إلى دولة كازاخستان، كما دعت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن للتواجد بصفة مراقبين.
وبحسب الإعلام الروسي والإعلام التابع للنظام، فقد وصلت 500 شخصية من أصل 680 كممثلين عن النظام، و400 آخرين ممن يسمّون بـ"المعارضة السياسية الداخلية في الداخل"، وهم من أصل 1600 شخص تمت دعوتهم من داخل وخارج سورية.
في السياق، أكدت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، أنه لن يكون هناك وفد رسمي للنظام في مؤتمر سوتشي، مشيرة إلى أن من بين المدعوين بطبيعة الحال، من ينتمي إلى "حزب البعث العربي الاشتراكي".
وذكرت أن ثلاث طائرات تابعة لشركة "أجنحة الشام"، تحمل 500 شخصية سورية غادرت سورية، أمس، متوجهة إلى سوتشي، ومن المقرر أن تغادر، اليوم، خمس طائرات إضافية، مع وصول باقي المدعوين من مختلف الدول إلى مقر انعقاد المؤتمر.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً من داخل إحدى الطائرات التي تقل العشرات قبل إقلاعها متوجهة إلى سوتشي.