نفى مصدر حكومي يمني، اليوم الأربعاء، صحة ما تم تداوله من تسريبات عن اتفاق رعاه "التحالف العربي"، بين الحكومة اليمنية وما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، يقضي بإقالة الحكومة، والسماح للقوات المدعومة إماراتياً بالانتشار في أرجاء عدن.
وأوضح المصدر، الذي يتواجد إلى جانب رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، في مقر إقامة الحكومة بعدن، وطلب عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، أن ما تم تداوله من تسريبات عن مضامين اتفاق يقضي بإقالة الحكومة ونقاط أخرى "غير صحيح"، مشيراً إلى أن التفاهمات الجارية برعاية التحالف، تتم حول الوضع الأمني وإعادة معسكرات الحماية الرئاسية والمباني الحكومية، وغيرها مما يتعلق بإعادة تطبيع الأوضاع في عدن.
يأتي ذلك في الوقت الذي، يرعى فيه التحالف بقيادة السعودية والإمارات، ترتيبات للتهدئة في مدينة عدن بما في ذلك تسليم بعض المواقع العسكرية التي سقطت في أيدي الانفصاليين، لقوات أخرى وُصفت بأنها "محايدة".
وكانت وسائل إعلامية تداولت أنباء عن اتفاق أُبرم برعاية التحالف في عدن يقضي بوقف كافة المظاهر المسلحة، وانتشار ما يُعرف بـ"قوات الحزام الأمني"، في كافة أرجاء عدن، وحمايتها.
ووفقاً للاتفاق المزعوم، تعترف الحكومة الشرعية، بما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، أنه كيان سياسي يمثل المحافظات الجنوبية في اليمن، بالإضافة إلى إقالة حكومة بن دغر، وتعيين وزراء ومحافظين، باقتراح من المجلس الانفصالي.
كما تشمل أيضاً، أن تتولى قوات التحالف ممثلة بالإمارات، إعادة تقسيم وتحديد المعسكرات ودمجها في عدن، لتشكيل "نواة جيش وطني جنوبي"، وعلى أن تشرف الإمارات، على إعادة الحياة لعدن.
ووصف مراقبون هذه البنود، بأنها "مبالغة"، إذ إن من شأنها أو بعضها على الأقل، أن تمثل استسلاماً كاملاً من الشرعية لحلفاء الإمارات وتحقق رغبة طرف الانفصاليين المدعومين منها.
وأكدت مصادر محلية في عدن لـ"العربي الجديد"، أن حكومة بن دغر لا تزال توجد في القصر الرئاسي الواقع في منطقة المعاشيق بعدن، غير أن الحديث حول إقامتها لم يعد يتعلق بأداء مهامها بقدر ما تنتظر تسويات تتعلق بوضع المدينة بعد التطورات التي شهدتها الأيام الماضية، ويلف الغموض ظروف إقامتها على ضوء تلك التطورات.
وكانت القوات الموالية للإمارات والتابعة لما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، وصلت إلى مداخل القصر الرئاسي، أمس الثلاثاء، إلا أن التحالف منعها من اقتحام القصر، في ظل وجود قوات سعودية بداخله.
وشهدت عدن، خلال الـ24 الساعة الماضية، وساطات للتهدئة جرت خلالها إعادة بعض مواقع قوات الحماية الرئاسية والقوات الحكومية، بعد أن استولى عليها المسلحون الانفصاليون، إلا أن شكوكاً تُثار حول حقيقة إعادة تلك المقرات إلى القوات التي كانت مرابطة فيها بالفعل.