تباينت القراءات للهجومين اللذين استهدفا قاعدة حميميم، أهم قاعدة عسكرية روسية في سورية، خلال أيام قليلة، إذ لا يزال الغموض يلفّ ما جرى، في ظل تعتيم روسي يغلّفه التهديد بمعاقبة "عدو" لم تحدده موسكو، وهو ما فتح الباب واسعاً أمام سيل من التحليلات التي تذهب أغلبها إلى التأكيد أن الهجومين حملا رسائل سياسية، في ظل تنافس يحتدم على راهن ومستقبل سورية. وتعرضت قاعدة حميميم في الساحل السوري، مساء السبت، لهجمات متلاحقة بطائرات مسيّرة عن بُعد، في ثاني اعتداء على هذه القاعدة خلال أيام، إذ سبق أن تعرضت القاعدة لهجوم صاروخي في آخر يوم من عام 2017، أكدت مصادر إعلامية روسية أنها أدت إلى مقتل عسكريين روس، وإعطاب عدة طائرات كانت رابضة في مطار القاعدة. وحاولت موسكو في البداية التعتيم على الهجوم الصاروخي على قاعدة حميميم، إلا أنها اضطرت بعد أيام للاعتراف بمقتل عسكريين اثنين برشقات مجهولة المصدر.
ولم تتهم قيادة قاعدة حميميم المعارضة السورية المسلحة صراحة بالوقوف وراء ما سمته بـ"التجاوزات الأمنية على منطقة حميميم العسكرية"، متوعدة بمن ارتكب هذه التجاوزات بدفع ثمن باهظ، واصفة ما جرى بـ"الحماقات غير المبررة"، وفق ما جاء على صفحة القاعدة الرسمية على موقع "فيسبوك" مساء السبت.
وبثّ ناشطون سوريون مقاطع فيديو تظهر تصدي مضادات أرضية للطائرات المسيّرة، فيما أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن سلاح البحرية التابع للنظام اشترك في التصدّي للطائرات المسيّرة "الانتحارية". ووصفت المصادر ما جرى بأن أسراباً من الطائرات المسيّرة هاجمت القاعدة، مشيرة إلى حدوث "معركة بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ"، مؤكدة أن الهجوم أربك القاعدة بشكل كبير، خصوصاً أنه كان مفاجئاً، موضحة أنها لا تملك معلومات عن الخسائر داخل القاعدة، مرجحة وقوع طائرات مسيّرة على أهداف داخل القاعدة الروسية.
ولم تؤكد أي جهة معروفة في المعارضة السورية المسلحة مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي يؤكد أن مستوى الحماية للقاعدة الروسية منخفض على عكس التصورات المسبقة عن قدرة الروس على حماية أنفسهم. وكان الروس قد قاموا خلال عام 2016 بتأمين محيط القاعدة من خلال دفع المعارضة تحت القصف الجوي إلى الانسحاب من أغلب مواقعها في ريف اللاذقية الشمالي، بحيث باتت قوات النظام تسيطر على كامل الشريط الساحلي وصولاً إلى معبر كسب الحدودي مع تركيا.
اقــرأ أيضاً
وتعددت وجهات نظر المحللين والمراقبين حيال ما جرى، خصوصاً أن المعارضة لم تعد تمتلك القدرة على القيام بهذا الهجوم بـ"الطائرات الانتحارية"، أو حتى القيام برشق القاعدة بصواريخ من مكان بعيد، إذ تبعد فصائل المعارضة عن القاعدة أكثر من ثلاثين كيلومتراً، وفق مصادر في المعارضة. كما أن الفصائل الموجودة في شمال غربي سورية مرتبطة بالجانب التركي ولا يمكنها القيام بهذا العمل من دون موافقة أنقرة التي ترتبط بعلاقات جيدة حالياً مع موسكو لا تستدعي تدخلاً من هذا النوع.
وكان رئيس اللجنة العسكرية في وفد قوى الثورة العسكري إلى أستانة العقيد فاتح حسون، قد وزّع على صحافيين وثيقة صادرة عن إدارة الاستخبارات التابعة للنظام في الأول من الشهر الحالي، تطلب "التحري والبحث الفوري عن مجموعة إرهابية في ريف اللاذقية، منطقة بستان الباشا، قامت بتوجيه رشقات صاروخية إلى القاعدة الروسية"، مطالبة بالتركيز "على المجموعات المقربة مما يسمى الحراك العلوي الثوري في المنطقة"، وفق ما جاء في الوثيقة المسربة.
واستغرب العقيد حسون في حديث مع "العربي الجديد" ما تتداوله وسائل إعلامية من تحليلات حيال ما جرى في القاعدة الروسية، معتبراً أن الوثيقة المسربة "واضحة تشير إلى ما حدث، لكن النظام يعمل على إبعاد الأنظار عن هذه الوثيقة كي لا تُحدث فتنة في المنطقة القريبة من قاعدة حميميم".
ونفى مصدر مطلع في حديث مع "العربي الجديد" وجود ما يسمى بـ"الحراك العلوي الثوري"، مؤكداً أن الطائفة لا تزال موالية للنظام ولن تتحرك ضد حلفائه الروس والإيرانيين على الأقل في الوقت الراهن. ولكن العقيد حسون أشار إلى أن علويين بدأوا يشعرون بأن هناك إحجاماً من الروس عن المتابعة بالطريقة العسكرية والزخم نفسه في دعم النظام السوري، مضيفاً أن "الحليفين الرئيسيين، إيران وروسيا، سيكونان قريباً خارج دائرة الدعم العسكري الفاعل للنظام، وهذا يستدعي منها الميل باتجاه قوى الثورة السورية".
من جهته، أوضح العقيد مصطفى البكور، وهو طيار منشق عن جيش النظام، أن الطائرات المسيرة عن بعد موجودة لدى العديد من القوى الموجودة على الأرض السورية، خصوصاً روسيا والولايات المتحدة وإيران، مشيراً إلى أنه تم استخدامها من قبل الروس في العديد من المناطق السورية. وأشار البكور إلى أن بعض فصائل المعارضة، و"هيئة تحرير الشام"، تملك طائرات مسيّرة ولكنها بدائية الصنع، لافتاً إلى أن الغموض لا يزال يلف ما جرى في القاعدة في اليوم الأخير من عام 2017، وفي مساء السبت الماضي، إلا أنه لم يستبعد "أن تكون للإيرانيين يد في هذا العمل، خصوصاً أنه من الملاحظ أن الروس بدأوا بكفّ يد إيران تدريجياً على الأرض السورية". كذلك لم يستبعد البكور أن تكون للنظام يد بالموضوع "من أجل الضغط على الروس كمقدمة لحشد الدعم لعمل عسكري يستهدف مناطق انتشار الثوار في الساحل باعتبارهم أصبحوا يهددون الوجود الروسي بهذه العمليات"، وفق العقيد البكور.
واللافت أن أغلب التحليلات لما جرى في الساحل السوري تشير إلى الجانب الإيراني، وأن "الطائرات الانتحارية" حملت رسائل سياسية مفادها أن الروس ليسوا بمأمن من هجمات مباشرة في حال تم استثناء طهران من أي تسويات تحدد مستقبل البلاد. كما أن إيران طامحة لإنشاء قاعدة عسكرية في الساحل السوري على غرار القاعدة الروسية، وربما أراد الإيرانيون تذكير الروس أن أمنهم يُستكمل من خلال وجود الحرس الثوري الإيراني إلى جانبهم في محيط موالٍ بالمطلق للنظام السوري ومن ثم للنظام الإيراني. كذلك لا يستبعد محللون آخرون أن تكون إحدى فصائل المعارضة السورية قامت بالهجوم على القاعدة الروسية، إذ يشير عسكريون معارضون إلى أن استهداف القاعدة بصواريخ "غراد" المعدلة ليست مهمة مستحيلة.
اقــرأ أيضاً
وبثّ ناشطون سوريون مقاطع فيديو تظهر تصدي مضادات أرضية للطائرات المسيّرة، فيما أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن سلاح البحرية التابع للنظام اشترك في التصدّي للطائرات المسيّرة "الانتحارية". ووصفت المصادر ما جرى بأن أسراباً من الطائرات المسيّرة هاجمت القاعدة، مشيرة إلى حدوث "معركة بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ"، مؤكدة أن الهجوم أربك القاعدة بشكل كبير، خصوصاً أنه كان مفاجئاً، موضحة أنها لا تملك معلومات عن الخسائر داخل القاعدة، مرجحة وقوع طائرات مسيّرة على أهداف داخل القاعدة الروسية.
ولم تؤكد أي جهة معروفة في المعارضة السورية المسلحة مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي يؤكد أن مستوى الحماية للقاعدة الروسية منخفض على عكس التصورات المسبقة عن قدرة الروس على حماية أنفسهم. وكان الروس قد قاموا خلال عام 2016 بتأمين محيط القاعدة من خلال دفع المعارضة تحت القصف الجوي إلى الانسحاب من أغلب مواقعها في ريف اللاذقية الشمالي، بحيث باتت قوات النظام تسيطر على كامل الشريط الساحلي وصولاً إلى معبر كسب الحدودي مع تركيا.
وتعددت وجهات نظر المحللين والمراقبين حيال ما جرى، خصوصاً أن المعارضة لم تعد تمتلك القدرة على القيام بهذا الهجوم بـ"الطائرات الانتحارية"، أو حتى القيام برشق القاعدة بصواريخ من مكان بعيد، إذ تبعد فصائل المعارضة عن القاعدة أكثر من ثلاثين كيلومتراً، وفق مصادر في المعارضة. كما أن الفصائل الموجودة في شمال غربي سورية مرتبطة بالجانب التركي ولا يمكنها القيام بهذا العمل من دون موافقة أنقرة التي ترتبط بعلاقات جيدة حالياً مع موسكو لا تستدعي تدخلاً من هذا النوع.
وكان رئيس اللجنة العسكرية في وفد قوى الثورة العسكري إلى أستانة العقيد فاتح حسون، قد وزّع على صحافيين وثيقة صادرة عن إدارة الاستخبارات التابعة للنظام في الأول من الشهر الحالي، تطلب "التحري والبحث الفوري عن مجموعة إرهابية في ريف اللاذقية، منطقة بستان الباشا، قامت بتوجيه رشقات صاروخية إلى القاعدة الروسية"، مطالبة بالتركيز "على المجموعات المقربة مما يسمى الحراك العلوي الثوري في المنطقة"، وفق ما جاء في الوثيقة المسربة.
واستغرب العقيد حسون في حديث مع "العربي الجديد" ما تتداوله وسائل إعلامية من تحليلات حيال ما جرى في القاعدة الروسية، معتبراً أن الوثيقة المسربة "واضحة تشير إلى ما حدث، لكن النظام يعمل على إبعاد الأنظار عن هذه الوثيقة كي لا تُحدث فتنة في المنطقة القريبة من قاعدة حميميم".
ونفى مصدر مطلع في حديث مع "العربي الجديد" وجود ما يسمى بـ"الحراك العلوي الثوري"، مؤكداً أن الطائفة لا تزال موالية للنظام ولن تتحرك ضد حلفائه الروس والإيرانيين على الأقل في الوقت الراهن. ولكن العقيد حسون أشار إلى أن علويين بدأوا يشعرون بأن هناك إحجاماً من الروس عن المتابعة بالطريقة العسكرية والزخم نفسه في دعم النظام السوري، مضيفاً أن "الحليفين الرئيسيين، إيران وروسيا، سيكونان قريباً خارج دائرة الدعم العسكري الفاعل للنظام، وهذا يستدعي منها الميل باتجاه قوى الثورة السورية".
واللافت أن أغلب التحليلات لما جرى في الساحل السوري تشير إلى الجانب الإيراني، وأن "الطائرات الانتحارية" حملت رسائل سياسية مفادها أن الروس ليسوا بمأمن من هجمات مباشرة في حال تم استثناء طهران من أي تسويات تحدد مستقبل البلاد. كما أن إيران طامحة لإنشاء قاعدة عسكرية في الساحل السوري على غرار القاعدة الروسية، وربما أراد الإيرانيون تذكير الروس أن أمنهم يُستكمل من خلال وجود الحرس الثوري الإيراني إلى جانبهم في محيط موالٍ بالمطلق للنظام السوري ومن ثم للنظام الإيراني. كذلك لا يستبعد محللون آخرون أن تكون إحدى فصائل المعارضة السورية قامت بالهجوم على القاعدة الروسية، إذ يشير عسكريون معارضون إلى أن استهداف القاعدة بصواريخ "غراد" المعدلة ليست مهمة مستحيلة.