سورية: النظام يعجز عن فك حصار "إدارة المركبات" ويتقدم بريف إدلب

08 يناير 2018
واصل النظام قصفه لمناطق بالغوطة (عبد المنعم عيسى/فرانس برس)
+ الخط -

تواصلت المعارك بضراوة في محيط دمشق وفي الشمال السوري بين قوات النظام ومليشياتها وبين فصائل المعارضة، وسط تقدم ملحوظ للأولى في ريف إدلب مقتربة أكثر من مطار أبو الضهور العسكري شرقي المحافظة، في ظلّ سيطرتها على مزيد من القرى، أهمها سنجار. أما المعارك في الغوطة الشرقية، فراوحت مكانها، رغم إعلان قوات النظام تمكنها من السيطرة على عدد من الأبنية في محيط إدارة المركبات، وسط معارك قوية في المنطقة، إثر زج قوات النظام بالمزيد من التعزيزات من تشكيلات الحرس الجمهوري وعناصر المليشيات. كما نشّطت قوات النظام جبهة المرج في الغوطة الشرقية، وذكرت أنها "نفّذت عملية خاطفة على مواقع ونقاط تابعة للمليشيات المسلحة في محور البلالية - القاسمية في عمق الغوطة الشرقية وتمّت السيطرة على عدد من المزارع"، وذلك وسط قصف مدفعي وجوي لمواقع "جيش الإسلام" وتحرّكاته في بلدتي النشابية ومسرابا.

وترافقت الهجمات المضادة لقوات النظام لفك الحصار عن عناصرها داخل إدارة المركبات، مع غارات جوية مكثفة على مناطق الاشتباك والمناطق المجاورة، خصوصاً بلدة عربين، التي تعرضت لغارات جوية عدة، أسفرت عن وقوع عدد من الجرحى في صفوف المدنيين. وكذلك مدينة حرستا التي تعرضت لغارات مماثلة، إضافة إلى قصف صاروخي.

وذكرت مصادر قوات النظام أن "معارك عنيفة دارت مع المجموعات المسلحة في محور إدارة المركبات في حرستا وسط قصف جوي ومدفعي". وأضافت أنها "تمكنت من دخول أهم بناء غرب جامع أبو بكر، المشرف بشكل كامل على إدارة المركبات، ويفصله عنها بعض البيوت فقط، في حين يستمر بمطاردة المسلحين في المحاور الأخرى". كما ذكرت وسائل الإعلام الموالية أن "قوات النظام فتحت بالتزامن مع العمليات العسكرية باتجاه إدارة المركبات فجر يوم الأحد، محوراً آخر باتجاه عمق مدينة حرستا".

غير أن مصادر المعارضة نفت تحقيق قوات النظام أي تقدم في المنطقة، مؤكدة أنها "ما زالت تفرض الحصار على عناصر النظام في إدارة المركبات منذ نهاية الشهر الماضي". وقال ناشطون إن "فصائل المعارضة نجحت حتى الآن في تثبيت نقاطها في كل من أحياء العجمي ومشفى البشر وطريق حرستا - عربين والكتل السكنية التي سيطرت عليها، وبلغت 350 كتلة سكنية، لتدخل في حرب شوارع وأبنية كما هو الحال في حي جوبر الدمشقي، الذي لم تستطع قوات النظام السيطرة عليه أو الدخول إليه على مدار السنوات الماضية".

ونقلت شبكة "صوت العاصمة" عن مصدر مقرب من النظام، قوله إن "حصيلة قتلى قوات النظام والمليشيات الموالية لها بلغ 178 قتيلًا، حتى صباح يوم الجمعة الماضي، بينهم أكثر من 27 مفقوداً، في حين قُتل نحو 70 عنصراً من فصائل المعارضة".

وفي شمال البلاد، واصلت قوات النظام تقدمها على أكثر من محور باتجاه محافظة ادلب. وأفادت مصادرها بأن "تلك القوات سيطرت في ريف إدلب الجنوبي الشرقي على قريتي صرع جنوب شرقي بلدة سنجار، وبلدة صريع شرق البلدة، بعد مواجهات مع فصائل المعارضة، وذلك بعد سيطرتها على بلدة سنجار الاستراتيجية في إطار تقدمها باتجاه مطار أبو الضهور العسكري". وذكر "الإعلام الحربي المركزي" أنه "تمّت السيطرة أيضاً على قرى المتوسطة، وخيارة، وكفريا المعرة غرب البلدة، بعد مواجهات مع فصائل المعارضة".



وأكد مصدر عسكري من "الجيش الحر" لـ"العربي الجديد"، أن "بلدة سنجار وقعت بالفعل في يد قوات النظام العاملة على توسيع سيطرتها في محيط البلدة، وسط قصف جوي ومدفعي عنيف طاول منطقة أبو الضهور والقرى المحيطة بها". وأهمية سنجار نابعة من كونها الخط الدفاعي الرئيسي عن مطار أبو الضهور العسكري من الجهة الجنوبية، على بعد نحو 16 كيلومتراً.

وصدرت اتهامات في الأيام الأخيرة لـ"هيئة تحرير الشام" بأنها "تقوم بتسليم المناطق للنظام من دون مقاومة جدية"، الأمر الذي نفته الجبهة في بيان رسمي، اتهمت فيه من سمتهم بـ"فصائل أستانة" بـ"التهاون في المعارك".

وكشف البيان أن "العشرات من عناصر الهيئة قُتلوا أو جُرحوا خلال التصدي لقوات النظام جنوب مدينة إدلب"، داعياً الناشطين والإعلاميين إلى "توثيق انتشار عناصر الجبهة على نقاط التماس مع قوات النظام". وأفادت مصادر ميدانية بأن "قوات النظام سيطرت أخيراً على نحو 15 قرية في الريف الشرقي لإدلب، وهي من بين 115 قرية خرجت من يد فصائل المعارضة منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي".

وأوضحت المصادر أن "من بين القرى التي وقعت بيد النظام في ريف إدلب الشرقي، المكسر، وتل عمارة، ومزرعة تل عمارة، وحوا، والشيخ بركة، وسرجة، وأم الهلاهيل، وكفريا، وأم مويلات، وذلك في سياق محاولة قوات النظام تأمين سكة القطار من الناحية الغربية بمسافة سبعة كيلومترات، إثر سيطرتها على قرية كفريا غرب سكة القطار، ممهّدة نارياً للسيطرة على قرية عجاز الواقعة شمالها". وأشارت المصادر إلى أنها "تتبع سياسة الأرض المحروقة، مستعينة بغارات الطيران الحربي الروسي بشكل يومي على الخطوط الأولى للاشتباكات، وعلى عمق المناطق السكنية ما تسبب في عمليات نزوح واسعة للأهالي شملت نحو 80 ألف شخص، توجه بعضهم إلى شمالي حلب، وإلى المناطق الحدودية في أطمة، وسرمدا، وحارم".

وإضافة إلى المعارك في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، واصل النظام بوتيرة أخف محاولاته التقدم، انطلاقاً من ريف حلب الجنوبي، حيث أعلنت فصائل المعارضة أنها أحبطت هجوماً لقوات النظام على قريتي برج سبنة وسيالة جنوب حلب موقعة قتلى وجرحى في صفوفها.

من جهة أخرى، كشف "جيش العزة"، أحد فصائل الجيش السوري الحر العامل في ريف حماة الشمالي، أن "عدداً من عناصر قوات النظام الذين وقعوا أسرى بيد فصائل المعارضة أصيبوا بالقصف الجوي الروسي وطيران النظام على مدن وبلدات ريف حماة وإدلب، وتم نقلهم إلى المستشفيات الميدانية لتلقي العلاج". وكان "جيش العزة" قد نشر في وقت سابق عدداً من المقاطع المصورة، أظهرت عناصر من قوات النظام وهم في الأسر بمعارك حلفايا وصوران والزلاقيات نهاية العام الماضي.