وأشارت الصحيفة إلى زيادة التعاملات المالية بين شركات كوشنر وعدد من المؤسسات المالية والتجارية الإسرائيلية أخيرا، الأمر الذي اعتبره حقوقيون أميركيون يتعارض مع دور كوشنر المفترض كوسيط نزيه لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن شركة عائلة كوشنر العقارية استلمت في شهر مايو/أيار الماضي، أي قبل فترة وجيزة من زيارة ترامب إلى إسرائيل، بصحبة صهره، 30 مليون دولار من شركة "مينورا مفتاحيم" الإسرائيلية، التي تعتبر من أكبر المؤسسات المالية في تل أبيب، في إطار استثمارات الشركة الإسرائيلية في منطقة عقارية تملكها عائلة كوشنر في ولاية ميريلاند الأميركية، بينها مجمع سكني في مدينة بالتيمور، كانت "نيويورك تايمز ماغازين" قد أثارت في مقال سابق إلى إجراءات شركة كوشنر تجاه المستأجرين الفقراء عند تأخرهم في دفع الإيجارات؛ منها قطع المياه والكهرباء.
وذكّرت الصحيفة عن مسؤولين في البيت الأبيض بأن كوشنر باع حصصه في بعض مشاريع العائلة، منها مجمع سكني في مانهاتن، بعد تعيينه مستشارًا في البيت الأبيض، ثم تساءلت: "لماذا لم يبع حصصه في مجمع ميريلاند، الذي اختارت الشركة الإسرائيلية الاستثمار به بعد تعيين ترامب صهره مبعوثًا أميركيًا خاصًا لعملية السلام في الشرق الأوسط؟".
ونفى بيان أصدره آبي لويل، محامي كوشنر، أي علاقة بين أعمال شركات كوشنر ودوره في عملية السلام. وقال إنه لم تعد لموكله أي علاقة مع شركات كوشنر وأنشطتها ومشاريعها منذ تسلمه منصبه في البيت الأبيض، مشيرًا إلى أنه "وقّع على وثيقة أخلاق المهنة تحت إشراف محامين".
ونقلت الصحيفة عن روبرت وايزمان، الناشط والخبير القانوني الأميركي، قوله إن واضعي ميثاق شرف المهنة لم يخطر في مخيلتهم أن يتولى رجال أعمال على مستوى دولي، مثل ترامب وكوشنر، مناصب حكومية لا ينبغي لمن يقوم بها أن تتقاطع مصالحه المالية مع مناصبه الرسمية.
ونقلت الصحيفة عن وثيقة تحقيق خاصة بفريق مولر، أن علاقات كوشنر بالمسؤولين الإسرائيليين هي محل تحقيق من قبل الأخير، وخصوصًا مع استعانة حكومة بنيامين نتانياهو بفريق ترامب للضغط من أجل منع تصديق الأمم المتحدة على إدانة الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن، أواخر العام الماضي، ومسارعة مايكل فلين، الذي عيّن لاحقًا مستشارًا للأمن القومي، إلى الاتصال هاتفيا بالسفير الروسي في واشنطن، سيرغي كيسلياك، حينذاك لمتابعة تلك المسألة.
وتشير الوثيقة إلى أن كوشنر كان يدير تحركات فلين لمناقشة ذلك القرار.
وتساءل ريشارد بانتر، الموظف السابق في البيت الأبيض خلال إدارة جورج بوش الابن، عن إمكانية قيام الولايات المتحدة بوساطة نزيهة في الشرق الأوسط، وصورتها هناك، بعد إرسالها مبعوثا خاصا إلى المنطقة يفاخر بعلاقته الشخصية بصقور التطرف في إسرائيل، ويقيم مشاريع وأعمالاً خاصة مع شركات ومؤسسات إسرائيلية.