وتأتي الذكرى الأولى، اليوم الأربعاء، لعملية فرض الأمن في كركوك التي أرغمت قوات "البشمركة" الكردية على الخروج ليحل الجيش العراقي، ومليشيات "الحشد الشعبي" محلها، في وقت تسعى أحزاب كردية للعودة إلى المحافظة.
وقال عضو في "الاتحاد الوطني الكردستاني" بكركوك، لـ"العربي الجديد"، إن قيادة الحزب تُجري اتصالات مكثفة مع القوى السياسية في بغداد، من أجل الحصول على تعهدات بعودة القوات الكردية لحفظ أمن كركوك، بالتنسيق مع الجيش العراقي، مبيناً أن "الاتحاد الوطني" لن يتوقف عن المطالبة بالإدارة المشتركة لكركوك.
وتابع: "الجميع يعلم أن محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم كان من الاتحاد الوطني الكردستاني، قبل دخول القوات العراقية إلى المدينة قبل عام"، موضحاً أن هذا الأمر يثبت وجود حق للأحزاب الكردية بالمشاركة في حكم كركوك.
إلا أن القيادي في تحالف "الفتح"، محمد البياتي، وهو من التركماني، يشير إلى وجود أطماع كردية في كركوك، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأميركية وقفت إلى جانب الأكراد من أجل تعميق الأزمة بين بغداد وأربيل، بشأن المناطق المتنازع عليها.
واتهم البياتي، خلال مقابلة متلفزة، الجانب الأميركي بممارسة دور "خبيث: في كركوك، مضيفاً أنّ "حل أزمة المحافظة وفقاً للرغبات الكردية يعد أمراً مستحيلاً".
ولفت إلى أن النزاع الحالي بين الأحزاب الكردية هو نزاع سيطرة، معتبراً أن "يوم دخول القوات العراقية إلى كركوك تحوّل إلى عيد يحتفل به عرب وتركمان كركوك".
وفي السياق، قالت الجبهة التركمانية العراقية إن "يوم دخول القوات العراقية إلى كركوك يعد يوماً عزيزاً على أهالي المحافظة، مبيناً أن "السكان هناك استعادوا الأمن في هذا اليوم".
وأضافت الجبهة، في بيان، أن "هيبة الدولة عادت إلى المحافظة في هذا اليوم"، داعيةً الجميع إلى نبذ الأحقاد والتلاحم والتعايش السلمي بين أبناء مكونات كركوك بالشكل الذي يخدم المواطنين من أجل العيش بسلام.
يأتي ذلك في وقت تشهدُ مدينة كركوك والضواحي التابعة لها، منذ نحو شهرٍ كامل، سلسلة تفجيرات واعتداءات إرهابية متسلسلة، تستهدف قوات أمن عراقية ومدنيين على حدٍّ سواء، وتقع غالباً ليلاً، وخلفت حتى الآن عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين، وتركزت الهجمات في مناطق الحويجة والدبس والرياض وقرى أم الخناجر وسلسلة جبال حمرين وبلدات عدة جنوب وجنوب غربي كركوك، غالبيتها زراعية، ومتصلة بحدود نينوى وصلاح الدين.