وأقر ترامب، في مقابلة موجزة مع صحافيي "نيويورك تايمز" في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، بأن الحديث عن أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، هو من أمر بقتل خاشقجي، أثار أسئلة عميقة حول التحالف الأميركي مع السعودية، وأشعل واحدة من أخطر الأزمات الدبلوماسية في فترة رئاسته. ورغم ذلك، لم يصل ترامب إلى القول بأن بن سلمان كان مسؤولًا عن العملية.
وقال: "هذه الواقعة استحوذت على مخيلة العالم للأسف... هذا ليس إيجابيًا"، مستطردًا بأنه "ما لم تحدث معجزة كبرى، فسأقر بأنه ميت...، المعلومات الاستخبارية تأتي من كل اتجاه".
وفي وقت لاحق، قال ترامب للصحافيين الذين كانوا في انتظاره أثناء توجّهه للمشاركة في حشد انتخابي بولاية مونتانا، إن "موت خاشقجي يبدو أنه مؤكّد" بالنسبة له، مضيفًا أن السعودية "إذا كانت متورّطة فالعواقب ستكون وخيمة".
نواب أميركيون يطالبون ترامب بمعاقبة السعودية في حال تورطها
في السياق، طالب أكثر من 40 عضوا في مجلس النواب الأميركي ترامب بفرض "عقوبات صارمة وشاملة" على السعودية في حال ثبت تورطها بحادثة خاشقجي.
جاء ذلك في رسالة بعث بها النواب الأميركيون إلى ترامب، ونشرها العضو في مجلس النواب لويد دوجيت على موقعه الرسمي، ووقعها أكثر من 40 مشرعا، بحسب ما أوردته وكالة "الأناضول" للأنباء.
وبدأ النواب رسالتهم بالقول: "الدلائل القوية تشير إلى إعطاء حكام المملكة العربية السعودية أوامر بقتل جمال خاشقجي وتقطيع جسده".
وأشار النواب في الرسالة إلى أن هناك أدلة متزايدة "تشير إلى أن الحكومة السعودية دبرت اغتيال جمال خاشقجي".
وأعربوا عن تأييدهم لزملائهم في مجلس الشيوخ الذين حثوا ترامب، الأسبوع الماضي، على التعامل مع الواقعة في إطار "قانون ماغنيتسكي"، الذي ينص على محاسبة الأطراف المتورطة في عمليات الاغتيال أو التعذيب خارج القانون.
وجاء في الرسالة "في حال تطابقت معلومات تحقيقاتكم السريعة والنتائج التي ستتوصلون إليها مع الأخبار التي ترد في الإعلام حيال هذه العمل المخيف ("قتل" خاشقجي)، فحينها، سندعو إلى عقوبات صارمة وشاملة (ضد الأشخاص والدول المعنية)".
كما دعا الموقعون على الرسالة الولايات المتحدة إلى تعليق انخراطها في دعم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن ضد الحوثيين، وقالوا إن الحرب في هذا البلد "أسفرت عن مقتل عدد لا حصر له من النساء والأطفال العزل".
وكانت "نيويورك تايمز" قد نقلت في وقت مبكر الخميس عن مسؤولين في أجهزة استخبارات أميركية وغربيّة أن الأخيرة باتت تتشكّل لديها قناعة متزايدة بتورّط بن سلمان بشكل مباشر في عملية اغتيال خاشقجي، بالنظر إلى الأدلة الظرفية المتمثلة في مشاركة مسؤولين أمنيين مقرّبين منه في العملية، واعتراض الاستخبارات الأميركية مكالمات سابقة بين مسؤولين سعوديين ناقشوا فيها احتجاز خاشقجي.
ويأتي إقرار ترامب بوفاة خاشقجي، للمرة الأولى ربّما منذ اختفائه، بعد ساعات من لقائه وزير خارجيته، مايك بومبيو، في المكتب البيضاوي، بعد عودته من رحلته إلى السعودية وتركيا، وهو اللقاء الذي أطلع فيه بومبيو الرئيس الأميركي على نتائج زيارته تلك.