في الوقت الذي باتت الصحف التركية والعالمية القريبة من مصادر المعلومات مجمعة على رواية واحدة؛ مفادها أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي عذّب وقتل خلال دقائق في مبنى قنصليّة بلاده بإسطنبول، قبل أن تُقطّع أوصاله، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تقرير لها اليوم الخميس، أن مسؤولي الاستخبارات الأميركيين باتوا على قناعة متزايدة بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، متورط في عملية التصفية.
ورغم أن الصحيفة أشارت إلى أن وكالات الاستخبارات لم تتمكن بعد من الحصول على أدلة مباشرة على تورّط بن سلمان، وفق ما نقلته على لسان مسؤولي استخبارات أميركيين وأوروبيين؛ فإنها استدركت بأن لديها أدلة ظرفية متنامية على ضلوعه في الواقعة، بالنظر إلى مشاركة مسؤولين أمنيين مقربين من ولي العهد فيها، واعتراض الاستخبارات الأميركية مكالمات لمسؤولين سعوديين ناقشوا خلالها اعتقال خاشقجي.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الاستخباراتيين قولهم أيضًا، إن سيطرة بن سلمان الكاملة على الأجهزة الأمنية تجعل من المستبعد أن عملية كهذه قد تتم من دون علمه.
ونفى بن سلمان، خلال اتصاله بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قبل يومين، علمه بما وقع داخل مبنى القنصلية، رغم أنّه كان أوّل مسؤول سعودي رفيع يروّج لرواية خروج خاشقجي من السفارة بعد دخوله إليها مباشرة، حينما صرّح لوكالة "بلومبيرغ" بذلك في ثالث أيام اختفاء الصحافي السعودي المعارض، قائلًا في حينها: "ليس لدينا ما نخفيه".
وفي الوقت الذي بدأت تتوارد التسريبات عن "كبش فداء" تعدّ المملكة لتقديمه مقابل إبعاد التهمة عن بن سلمان، عبر ترويج رواية مفادها أن مسؤولًا استخباراتيًا هو من أشرف على العمليّة التي أفضت إلى القتل "عن طريق الخطأ"؛ سرّبت الدوائر الأمنية التركية المشرفة على التحقيقات معلومات جديدة تشير بإصبع الاتهام إلى بن سلمان نفسه، وكانت تتمحور حول ماهر عبد العزيز المطرب، الذي قالت المصادر التركيّة إنه كان منسق عملية الاغتيال، وإنه أجرى 19 اتصالًا يوم اختفاء جمال خاشقجي، 4 منها كانت مع مكتب سكرتير بن سلمان.