وفي تغريدة على "تويتر"، أشار عبد اللهيان إلى أن نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب "لن يجنيا ثمار صفقة القرن"، في إشارة لقراءة إيران لهذه الزيارة من بوابة الملف الفلسطيني.
وقبل ذلك، كان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قد أصدر بيانا مساء الجمعة انتقد خلاله الزيارة كذلك، وقال إنه "ليس على الدول الإسلامية في المنطقة أن ترضخ لضغط البيت الأبيض، أو أن تسمح للكيان الصهيوني بالتحرك بما يخلق مشكلات جديدة للمنطقة".
وأشار قاسمي إلى أن تحركات اللوبي الصهيوني في أميركا منذ وصول ترامب إلى سدة الرئاسة "قد زادت بهدف تحقيق مصالح إسرائيل، كما زاد ضغط اللوبي على الدول الإسلامية لتقبل التطبيع مع مغتصبي قبلة المسلمين الأولى"، حسب تعبيره.
وأضاف أن "التجربة والتاريخ يثبتان أن التراجع والخضوع لرغبات أميركا والكيان الصهيوني من شأنهما زيادة الضغط على المنطقة وتجاهل حقوق الفلسطينيين المشروعة".
الجدير بالذكر، أن العلاقات بين إيران وسلطنة عمان جيدة للغاية، بل إن طهران تتعامل مع مسقط كصديق استراتيجي، إذ يتبادل الطرفان الزيارات العلنية والسرية بشكل دائم ومكرر، ولطالما لعبت سلطنة عمان دور الوسيط في ملفات إيران العالقة، وعلى رأسها ملف العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، واستضافت مسقط مباحثات سرية بين واشنطن وطهران عدة مرات سابقا، كما ساهمت في تقريب وجهات النظر المرتبطة بالاتفاق النووي.
وفي يوم الثلاثاء الماضي، زار العاصمة الإيرانية المساعد السياسي لوزير الخارجية العماني محمد بن عوض الحسان، والتقى فيها بوزير الخارجية محمد جواد ظريف، وبحثا معا ملفات العلاقات الثنائية في القطاعات السياسية والاقتصادية والثقافية، وتطورات ملفات الإقليم، وهذا بحسب ما نشر الموقع الإلكتروني التابع للخارجية الإيرانية.
وقبلها زار المساعد الأول لوزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري مسقط، وبحث عدة عناوين هناك ومنها تطورات الملف السوري، وزار الدوحة بعدها.
نفي التفاوض مع واشنطن
وفي شأن متصل بعلاقات إيران والسلطنة، رد مكتب العلاقات العامة التابع للخارجية الإيرانية اليوم على ما وصفها بادّعاءات النائب المحافظ جواد كريمي قدوسي، إذ أعرب هذا الأخير عن محاولة الخارجية التواصل والتفاوض مع واشنطن في إحدى الدول الجارة، في إشارة لسلطنة عمان، فنفت الخارجية ذلك.
وجاء في بيانها أن "ذلك لا أساس له من الصحة، وبأن جهاز الخارجية يتبع السياسة والخطوط العامة للنظام في إيران والتي يرسمها المرشد الأعلى علي خامنئي وخاصة تلك المرتبطة بالعلاقات مع الولايات المتحدة، ولن يتخذ أي خطوة تتباين عن هذا الخط العام".
وأضاف البيان أن الدبلوماسيين في الخارجية "يتحركون وفقا للمصالح القومية والوطنية ومبادئ الثورة الإسلامية والتي تعتمد على الوضع في المنطقة ويقدمون رؤيتهم للسلطات الرفيعة في البلاد، ناقلا أيضا أن الظروف الراهنة تؤكد أن أي مفاوضات مع الحكومة الأميركية التي وصفها البيان بناكثة العهود والمعادية لإيران، ستكون بلا فائدة".
وانتقدت الخارجية بشدة ما جاء على لسان هذا النائب البرلماني المعروف بانتقاده للحكومة الإيرانية برئاسة حسن روحاني، وذكرت أنه "ادّعى مرارا امتلاكه لأدلة تثبت صحة تصريحاته، لكن ما يبوح به ينتهي بنفي وتكذيب".
واعتبرت الخارجية أيضا أن "أهدافه ترمي لتشويه صورة الطاقم الديبلوماسي أمام الشارع الإيراني والقيام بلعبة جاهلة، وهو ما يحقق خطة أعداء إيران، داعية قدوسي لوقف سلوكه هذا، حتى لا يصبح معروفا بترويج الأكاذيب"، على حد وصف البيان.
قبل فترة وجيزة، كان قدوسي ذاته قد كتب على "تويتر" أن "عددا من أفراد حكومة روحاني زاروا مدينة قم، والتقوا فيها بعدد من رجال الدين من مراجع التقليد، وقدموا لهم تقارير عن الوضع في البلاد، فاعتبر أفراد الحكومة أنه لا سبيل لحل المشكلات إلا بالتفاوض مع أميركا، وحاولوا إقناع المراجع بالتواصل مع المرشد الأعلى وإقناعه بإصدار قرار يسمح بهذه المفاوضات"، ووصف قدوسي ذلك بـ"الخيانة العظمى".
وهو أيضا ما تم نفيه، على غرار اتهامات ثانية كان قد وجهها سابقا لأفراد في الخارجية الإيرانية وعلى رأسهم وزيرها محمد جواد ظريف.