ما يشبه الحركة في غزة، كان لمواطنين استيقظوا على قصف منازلهم وتضرر مساكنهم ومحالهم جراء التصعيد الأخير، والذي لجأت فيه الطائرات الإسرائيلية لقصف الأحياء السكنية، فتجد هؤلاء يتحسسون بقايا ما خلفته الصواريخ الحربية. وتبرز صورة لمواطنين يحاولون لملمة ما تبقى من حاجاتهم ومتاعهم، وآخرين يحاولون إزالة شيءٍ من الركام.
وتلاحظ حالة الترّقب لدى الغزّيين لما قد تؤول إليه موجة التصعيد الأخيرة، في المحال المغلقة والشلل الذي أصاب الحركة التجارية، وحتى التعليمية، فقد أعلنت مختلف المؤسسات التعليمية في غزة، تعليق الدوام أيضاً، منذ الليلة الماضية بعد اشتداد القصف الإسرائيلي على مختلف المناطق في القطاع.
كما علّقت مختلف المؤسسات الحكومية عملها، باستثناء وزارة الصحة ومراكز الرعاية الأولية والتي أعلنت حالة الاستنفار في طواقمها العاملة، للتعامل مع موجة التصعيد التي تشهدها غزة، بعدما استشهد 5 مواطنين جراء القصف الأخير، وأصيب نحو 10 آخرين، بفعل القصف العنيف والمستمر على القطاع.
ويزيد على ذلك التوتر، ما أفضى إليه قرار الاحتلال صباح اليوم الثلاثاء، حيث قرر إغلاق بحر غزة أمام حركة الصيادين بشكل كامل ومنعتهم من الاقتراب من البحر وأرجعتهم إلى الشواطئ، وذلك في أعقاب التصعيد المستمر وموجة القصف المتبادل بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.
وتنتشر بعض الحواجز الأمنية على مفترقات غزة، إضافة إلى سيارات الإسعاف والدفاع المدني، في مشهدٍ يترجم القلق والترقب الذي يعيشه القطاع، وهو المشهد الذي ربما لم يحدث في موجات تصعيد سابقة، لكن القصف العنيف واشتداده في هذه المرة، دفع تلك المشاهد لتكرارها كما حصلت في الحروب الثلاث المدمرة على غزة أعوام 2008 و2012 و2014.
واستشهد 5 مواطنين في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت خلالها منشآت سكنية ومؤسسات مدنية وإعلامية، وأصيب نحو 10 آخرين، منذ بدء موجة القصف المتبادل بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال والمستمرة منذ الليلة الماضية، كما أعلنت إسرائيل مقتل مستوطنين وإصابة العشرات بفعل قصف المقاومة لمناطق غلاف غزة بمئات الرشقات الصاروخية.
ووسعت المقاومة الفلسطينية دائرة الرد على العدوان الإسرائيلي، بعدما عمد الأخير لقصف المنشآت المدنية في غزة، واستهدفت مناطق أبعد من "غلاف غزة" برشقات صاروخية. ونشرت "فضائية الأقصى" مقطع فيديو يوثق لحظة استهداف الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، أمس الاثنين، حافلة جنود إسرائيلية في منطقة أحراج مفلاسيم شرق جباليا، شمال قطاع غزة، بصاروخ موجه من طراز "كورنيت".
وأحدث هذا الفيديو حالة من الفرحة والبهجة في أوساط الغزّيين، لا سيما أنه يأتي رداً على الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين، وتوسيع جيش الاحتلال لدائرة استهدافه الأخيرة للقطاع، بعد فشل عملية تسلل قوة خاصة إسرائيلية إلى جنوب قطاع غزة، واشتباكها مع المقاومة الفلسطينية والتي أودت إلى استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة آخرين، ومقتل جندي وإصابة آخر، ليلة الأحد الماضي.
إلى ذلك، تتحدث الأوساط الفلسطينية عن فشل مباحثات التهدئة والتي تجريها أوساط أممية ومصرية وقطرية، لعودة الأوضاع إلى نقطة الهدوء، في حين هددت كتائب القسام، بأن "القادم أعظم في حال استمر العدوان على غزة".
وقال المتحدث باسم الحركة، أبو عبيدة، إن "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في حالة تشاور جدي لتوسيع دائرة النار"، مضيفاً: "عسقلان البداية، ونحو مليون صهيوني سيكونون بانتظار الدخول في دائرة صواريخنا إذا كان قرار العدو هو التمادي في العدوان".