عاد المعتصمون المناهضون لتدخلات التحالف السعودي الإماراتي في محافظة المهرة شرقي اليمن، إلى ساحات الاعتصام، وذلك بعدما هدأت العاصفة المدارية "لبان"، مجددين مطالبهم السابقة بوقف السيطرة على المؤسسات الحيوية، ووقف سياسات التحالف التوسعية.
وشهدت ساحة الاعتصام في مدينة الغيظة، عاصمة المحافظة، الجمعة، مهرجاناً حاشداً بحضور زعماء قبائل بارزين يتقدمهم رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى الشيخ عبدالله بن عفرار، ووكيل محافظة المهرة السابق الشيخ علي سالم الحريزي، أحد أبرز الوجوه المناهضة للوجود السعودي في المحافظة.
ووجه المعتصمون لأول مرة رسالة شديدة اللهجة إلى السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، جاء فيها "إذا كنت تعتقد أن اتفاقياتك مع ممثليك في حكومتنا دون خلق بيئة حقيقية على أرض الواقع، فنحن أهل المهرة بشكل مخالف نؤكد أننا الممثلون الحقيقيون لهذه الأرض".
وخاطب المعتصمون آل جابر بالقول "إذا كنتم تعتقدون أن مدرعاتكم وطائراتكم تستطيع أن تتحدث اللغة المهرية وتفرض واقعا آخر، فنحن لا نعتقد ذلك، فنحن وليس غيرنا من يستطيع التحدث بهذه اللغة وواقعنا نصنعه بأنفسنا".
وأشارت الرسالة إلى أن أبناء المهرة المغتربين في السعودية هم الأحق برد الاعتبار.
يذكر أن السفير السعودي في اليمن بات بمثابة الحاكم الفعلي للمحافظة، حيث يرأس ما يسمى بالبرنامج السعودي للإعمار الذي انطلق من المهرة، وتكررت زيارته إلى المحافظة خلال الأشهر الماضية أكثر من مرة.
كذلك، استنكر المعتصمون رفض رئيس الحكومة الجديد معين عبدالملك لقاء قيادة الاعتصام إلى جانب مشايخ ووجهاء وشخصيات اجتماعية، أثناء زيارته الأسبوع الماضي إلى محافظة المهرة.
وجاء في بيان صدر عن اللجنة المنظمة للاعتصام، أن هذه الخطوة "جعلت المواطنين يشعرون بخيبة أمل واستياء من رئيس الوزراء الجديد".
وكان رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك قد وافق على لقاء شيوخ ووجهاء، إلى جانب قيادة اللجنة المنظمة للاعتصام للاستماع إلى مطالبهم، لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة، بحسب مصادر في اللجنة المنظمة.
وأدان البيان صمت القيادة الشرعية تجاه عبث التحالف السعودي الإماراتي بسيادة الوطن ومصالح الشعب، مجدداً رفض المعتصمين القاطع لأي اتفاقات وأطماع توسعية تمس السيادة الوطنية مهما كانت صبغتها الرسمية.
وأشار البيان إلى أن الاعتصامات والاحتجاجات السلمية مستمرة حتى تنفيذ كامل المطالب وتحقيق الأهداف.