ويعتبر ملف القتال في الحديدة، الملف الأكثر تعقيداً في المشاورات اليمنية. وكان الوفد الحكومي قد قدم في اليوم الثاني للمحادثات، مقترحاً حوله، يقضي بانسحاب الحوثيين من ميناء ومدينة الحديدة، وتسليم الميناء إلى وزارة النقل في الحكومة، وتسليم المدينة لقوات وزارة الداخلية، بالتعاون مع الأمم المتحدة في العملية. كذلك طالب الوفد بتحويل واردات الميناء إلى المصرف المركزي في عدن.
أما بالنسبة للرؤية الأممية، ووفق مشروع اتفاق المحافظة (للتفاصيل أنقر هنا)، فقد اقترح المبعوث الأممي إلى اليمن، "الانسحاب المتزامن لكافة الوحدات والمليشيات والمجموعات المسلحة لخارج مدينة الحديدة، ومن موانئ الحديدة وصليف ورأس عيسى إلى خارج الحدود الإدارية للمدينة. على أن يتم تحديد نطاق الانسحابات في ملحق الاتفاقية". كما يتضمن مقترح غريفيث "تشكيل لجنة أمنية وعسكرية مشتركة ومتفق عليها للحديدة من الطرفين بمشاركة اﻷمم المتحدة، للإشراف على تنفيذ الترتيبات اﻷمنية المذكورة في الاتفاق، على أن يكون للأمم المتحدة الحق في الاستعانة بالخبرات الضرورية اللازمة ﻷداء عمل اللجنة".
ورأت الأمم المتحدة أن "تكون مسؤولية أمن منطقة الميناء مقتصرة على جهاز خفر السواحل وحرس المنشآت بإدارتهم المعنية قبل سبتمبر/أيلول 2014، على أن تنسحب كافة التشكيلات العسكرية والأمنية اﻷخرى من منطقة الميناء"، على أن "تقوم اﻷمم المتحدة بنشر عدد من مراقبي آلية اﻷمم المتحدة للتحقق والتفتيش في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ليمارسوا مهامهم وفقاً للتفويض الممنوح من قبل مجلس اﻷمن".
ورداً على ذلك، قال وزير الخارجية اليمني خالد العماني اليوم الإثنين، إن حكومته "لا تقبل بمهمة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في مدينة الحديدة"، مضيفاً أنها "مستعدة للقبول بدور للأمم المتحدة في ميناء الحديدة، لكن ينبغي أن تكون المدينة تحت سيطرة الحكومة".
وقال اليماني، وهو أيضاً رئيس وفد الحكومة في محادثات في السويد، لوكالة "رويترز"، إن الحكومة مستعدة للقبول ببقاء عائدات ميناء الحديدة في فرع البنك المركزي بالمدينة.
كذلك، أعلن وفد الحكومة اليمنية، أنه تم الاتفاق على أن تكون عملية تبادل الأسرى بين الحكومة والحوثيين في مطاري صنعاء وسيئون.
مسودة اتفاق؟
قال رئيس الوفد المفاوض عن جماعة "أنصار الله" في اليمن، محمد عبد السلام، إن مشاورات السويد "تسير بشكل جيد"، محذراً رغم ذلك من أن عدم الوصول إلى مسودة اتفاق خلال المفاوضات "يعني فشل الجولة المنعقدة في استوكهولم".
وشدد عبد السلام، في تصريحات للصحافيين اليوم، على أهمية أن تتقدم النقاشات الجارية برعاية الأمم المتحدة إلى المستوى الذي تُطرح فيه أوراق الاتفاق. وقال في هذا الصدد إنه "إذا خرجنا من دون شيء، فهذا يعني أن هذه الجولة فشلت".
واعتبر كبير مفاوضي الحوثيين أن الخروج بـ"مسودة اتفاق مبدئي فيه الإطار العام لإجراءات بناء الثقة كفتح مطار صنعاء والإفراج عن الأسرى والمعتقلين وتحييد المصرف المركزي أو إجراء معالجات في هذا الجانب، إلى جانب التهدئة، سواء في الحديدة أو أي محافظة أخرى"، سيكون "خطوة جيدة لعقد جولة ثانية من المشاورات بعد شهر أو شهرين".
وكشف عبد السلام أن المبعوث الأممي أبلغ المفاوضين بأنه "يريد من الأطراف تسمية مكان وتحديد زمان لإجراء جولة ثانية من المشاورات"، مؤكداً استعدادهم لذلك، ولكن "بعد أن يكون هناك شيء ملموس يربط هذه الجولة بالجولة المقبلة".
وكانت مصادر قريبة من المفاوضين قالت لـ"العربي الجديد" إن هناك نقاشات تطرح الاتفاق في مشاورات السويد على عقد جولة جديدة من المفاوضات، رجح الفريق الأممي ألا تكون في دولة أوروبية، وجرى تداول الكويت في السياق.
وقال رئيس وفد الحوثيين في المفاوضات إن "دول العالم، بما فيها أميركا، فرنسا، بريطانيا وحتى السعودية تقول إن الحل في اليمن هو حل سياسي، ولكن متى وكيف وأين، هذا هو ما نناقشه الآن".