استخدمت القوات العراقية الرصاص الحي والعصي الكهربائية والغاز المسيل للدموع، مساء اليوم الجمعة، لتفريق المتظاهرين في الاحتجاجات التي تجددت في محافظة البصرة، (جنوب العراق).
وقال مصدر محلي إن مئات المحتجين تظاهروا مساء الجمعة أمام مبنى الحكومة المحلية، موضحا لـ"العربي الجديد" أن المتظاهرين رفعوا شعارات مندددة بما وصفوها بـ"عمليات بيع وشراء المناصب" في المحافظة التي تعاني من الإهمال منذ عدة سنوات.
وأشار المصدر إلى مطالبة المتظاهرين الذين حاصروا بناية الحكومة المحلية باستقالة المحافظ أسعد العيداني، وبقية المسؤولين المقصرين، مؤكدا أن القوات العراقية استخدمت الرصاص الحي، فضلا عن الغاز المسيل للدموع، كما استعملت العصي الكهربائية لتفريق الاحتجاجات التي تفاقمت بشكل كبير مع حلول ليل الجمعة– السبت.
ولفت إلى قيام القوات العراقية بقطع عدد من الطرق، والانتشار بمحيط مبنى الحكومة المحلية، وبقية المؤسسات المهمة، على خلفية قيام متظاهرين بإضرام النيران في الإطارات للتعبير عن الاحتجاج.
إلى ذلك، قال علي سالم، وهو أحد قادة الاحتجاجات، إن مظاهرة الجمعة جاءت لـ"التأكيد أن أهالي البصرة لن يسكتوا عن حقوقهم، ولن يستسلموا مهما ازداد حجم التحديات"، منتقداً في حديث لـ"العربي الجديد" التصرفات والتصريحات التي وصفها بـ"الاستفزازية" التي تصدر عن محافظ البصرة.
وظهر محافظ البصرة، وهو أحد قيادات حزب "المؤتمر الوطني العراقي" الذي كان يتزعمه أحمد الجلبي، في مقابلة متلفزة تحدى فيها الجميع، قائلا إنه لن يغادر منصبه على الرغم من فوزه بعضوية البرلمان العراقي، مؤكدا: "لن أغادر منصبي إلا ميتا".
وتجدّدت مظاهرات البصرة مطلع الشهر الحالي، بسبب عدم إيفاء السلطات العراقية بوعودها للمتظاهرين.
وأحرق متظاهرون، الجمعة الماضي، صوراً لمحافظ البصرة قرب مبنى الحكومة المحلية، احتجاجاً على إقدامه على ضرب أحد المتظاهرين، حيث ترجّل من سيارته وسحب المتظاهر من وسط الشارع وقام بضربه، بينما برّر فعلته، في وقت لاحق، بالقول إنّ المتظاهر شتم عائلته.
وكانت شرارة التظاهر قد اندلعت في البصرة للمطالبة بالخدمات، في يوليو/تموز الماضي، قبل أن تتوقف نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، على خلفية اقتحام وحرق متظاهرين للقنصلية الإيرانية في المحافظة ومبان حكومية أخرى، وتعرّض قادة التظاهر، على إثر ذلك، لحملة اعتقالات واغتيالات.