تعزيزات تركية إضافية إلى الحدود مع سورية... والوحدات الكردية تستنجد بالنظام

إسطنبول

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
إسطنبول

جلال بكور

avata
جلال بكور
28 ديسمبر 2018
20455E81-F662-4C43-B366-60C218799B4C
+ الخط -
واصل الجيش التركي، اليوم الجمعة، إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سورية، وسط استمرار التحضيرات للعملية المرتقبة لأنقرة ضد المليشيات الكردية في شرقي الفرات، في حين طالبت مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية، في بيان مقتصب، اليوم الجمعة، قوات النظام السوري، بـ"حماية مدينة منبج من التهديدات التركية".

وذكرت وكالة "الأناضول"، اليوم الجمعة، أنّ تعزيزات عسكرية جديدة وصلت إلى قضاء ألبيلي التابع لولاية كيليس، جنوبي تركيا، بهدف تعزيز الوحدات المنتشرة على الشريط الحدودي مع سورية.

وأفادت الوكالة بأنّ الرتل العسكري، الذي يضم دبابات، ومدافع، وناقلات جنود مدرعة محمّلة على الشاحنات، وصل إلى القضاء، وسط تعزيزات أمنية مشددة. وأوضحت أنّ التعزيزات جرى توجيهها إلى الوحدات المتمركزة على الحدود مع سورية.

وأمس، الخميس، وصل إلى الولاية نفسها مزيد من التعزيزات العسكرية المرسلة إلى الوحدات التركية المتمركزة على الحدود مع سورية.

ويواصل الجيش التركي حشد المزيد من التعزيزات العسكرية على الحدود السورية - التركية، استعداداً، كما يبدو، للبدء بعمل عسكري لانتزاع السيطرة على مدينة منبج وبعض ريفها، للقضاء على خطر المليشيات الكردية التي يعتبرها نسخة سورية من حزب "العمال الكردستاني" المصنف في خانة التنظيمات "الإرهابية".

وجاءت التعزيزات الأخيرة بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، عن عزم بلاده على إطلاق حملة عسكرية في غضون أيام ضد مليشيات "وحدات حماية الشعب" التي تقود "قوات سورية الديمقراطية" شرقي الفرات في سورية.

وكانت التوقعات تتحدث عن إمكان بدء العملية العسكرية التركية، الأربعاء، بمشاركة آلاف من "الجيش السوري الحر"، ولكن تم إرجاء العملية إلى حين بلورة تفاهم تركي مع الجانب الروسي الذي يحاول استثمار الموقف للحصول على مكاسب على الأرض لصالح النظام السوري، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن سحب قوات بلاده من سورية.

ومن المنتظر أن يزور وفد تركي رفيع المستوى موسكو، السبت، ويضم وزيري الخارجية مولود جاووش أوغلو، والدفاع خلوصي آكار، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، إضافة إلى المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن، من أجل وضع الترتيبات النهائية لمصير مدينة منبج ومحيطها.

وبالتوازي، يزور مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون تركيا مطلع العام 2019، كما سيتوجه وفد تركي يترأسه نائب وزير الخارجية سادات أونال، إلى الولايات المتحدة، من دون تحديد موعد الزيارة.

المليشيات الكردية تستنجد بالنظام السوري

إلى ذلك، طالبت مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية، في بيان مقتضب، اليوم الجمعة، قوات النظام السوري، بـ"حماية مدينة منبج من التهديدات التركية".

وبعد إعلانها الانسحاب من منبج، قالت "وحدات حماية الشعب"، في البيان: "تفرّغنا للحرب ضد داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى في شرقي الفرات ومناطق أخرى، ولهذا ندعو الدولة السورية التي ننتمي إليها أرضاً وشعباً وحدوداً إلى إرسال قواتها المسلحة لاستلام هذه النقاط وحماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية".

وتقود مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية، وهي الجناح العسكري لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، كلاً من "الإدارة الذاتية" و"مجلس سورية الديمقراطية" و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في شمال شرق سورية، وهي تحالفات تضم فصائل أخرى غير كردية، وتتلقى الدعم من واشنطن.

وكانت الرئاسة المشتركة لـ"الإدارة الذاتية" قد صرحت، خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء الماضي، بالقول: "لا نختلف مع الحكومة في سورية على الدفاع عن السيادة السورية، ومن واجب الجيش السوري الدفاع عن السيادة السورية بوجه الاحتلال".

وبحسب مصادر مطلعة، تجري مفاوضات بين النظام والوحدات الكردية، برعاية روسية، حول منبج، بالتزامن مع مفاوضات بين واشنطن وأنقرة، وسط استمرار الحشود العسكرية من قبل كل من النظام السوري وتركيا في المنطقة.


ولاحقاً، اليوم الجمعة، أعلن النظام السوري أنّ قواته دخلت إلى منبج، ورفعت علم "الجمهورية العربية السورية" في المدينة.

وقال بيان لـ"القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة"، نقلته وكالة أنباء النظام "سانا"، إنّه "انطلاقاً من الالتزام الكامل للجيش والقوات المسلحة بتحمل مسؤولياته الوطنية في فرض سيادة الدولة على كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية، واستجابة لنداء الأهالي في منطقة منبج، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى منبج ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها".

وأضاف البيان أنّه "تأكيداً على أهمية تضافر جهود جميع أبناء الوطن في صون السيادة الوطنية، تجدد إصرارها على سحق الإرهاب ودحر كل الغزاة والمحتلين عن تراب سورية الطاهر، وتضمن القوات المسلحة السورية الأمن الكامل لجميع المواطنين السوريين وغيرهم الموجودين في المنطقة".

في المقابل، نفت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، ما أعلنه النظام، مؤكدة أنّ قوات النظام لم تدخل إلى منبج، لافتة إلى أنها لا تزال في بلدة العريمة الواقعة جنوب غربي المدينة بعدة كيلومترات.

وأوضحت المصادر أنّ الوحدات الكردية قد تقوم برفع علم النظام للتستر به.

وأضافت أنّ "الليلة الماضية شهدت إطلاق القوات الأميركية المتمركزة في قرية السعدية في منبج قنابل ضوئية في السماء، باتجاه المنطقة التي تتمركز فيها قوات النظام في العريمة".

وأكدت أنّ "الساعات الماضية شهدت تحليق العديد من الطائرات المروحية التابعة للتحالف الدولي على طول الحدود التي تفصل قوات النظام عن مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية".


يُشار إلى أنّ قوات النظام السوري تتمركز إلى جانب القوات الروسية، منذ العام الماضي، في بلدة العريمة الواقعة بالقرب من منبج، وكانت قد استقدمت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، الأسبوع الماضي.

وتسعى روسيا لتحجيم الدور التركي في شمال سورية، على خلفية انزعاجها حيال التقارب التركي الأميركي، عقب إعلان ترامب الانسحاب من سورية والتنسيق مع أنقرة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأربعاء، إنّه "يجب أن تسيطر السلطات السورية على الأراضي التي سيخرج منها الأميركيون"، في إشارة إلى سعي موسكو لحرمان الأتراك من الوصول إلى مدينة منبج، وهو ما قد يفتح باب نزاع جديد بين البلدين الحليفين في إطار مسار أستانة.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.