يواصل النظام السوري وروسيا القصف الجوي والمدفعي على الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق، وسط صعوبة في توثيق أعداد ضحايا مجازره في الأيام الماضية، نتيجة وجود عالقين تحت الأنقاض.
وقُتل اليوم الخميس، أربعة عشر مدنياً، جراء القصف على مدينة دوما، في حين انتشلت فرق الإنقاذ جثث عشرين قتيلاً على الأقل في بلدتي كفربطنا وحزة، قضوا أمس الأربعاء والليلة الماضية جراء القصف.
وقالت تنسيقية مدينة دوما إن طيران النظام السوري ألقى براميل متفجرة على الأحياء السكنية في المدينة، بالتزامن مع قصف مدفعي ما أسفر عن مقتل أربعة عشر مدنياً، وجرح العشرات، وتبقى الحصيلة مرشحة للزيادة نتيجة وجود مصابين بجروح خطرة.
وأشار الناشط الميداني عمر أبو أحمد في تصريحٍ لـ "العربي الجديد" إلى صعوبة كبيرة في توثيق عدد القتلى بالغوطة، نتيجة وجود عالقين تحت الأنقاض، لافتاً إلى انتشال 9 جثث من تحت الأنقاض في بلدة حزة، وارتفاع القتلى في كفربطنا إلى 35 بعد انتشال عشرة من تحت الأنقاض.
بدوره، قال الناشط "حازم الشامي" لـ"العربي الجديد" إنه تم توثيق مقتل 49 مدنياً اليوم جراء تجدد القصف على مختلف مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة.
وأفاد "مركز الغوطة الإعلامي" أيضاً بخروج مبنى المجلس المحلي، التابع للمعارضة في بلدة حزة عن الخدمة، جراء القصف بالبراميل المتفجرة من قبل الطيران المروحي على البلدة أمس.
وكان القصف من قوات النظام ليلاً قد أسفر عن دمار في شعبة الهلال الأحمر العربي السوري في مدينة حرستا، الأمر الذي أدى لخروجها من الخدمة، كما خرج مستشفى اليمان، ومركز طبي آخر في بلدة مديرا من الخدمة أيضاً، نتيجة القصف.
وفي السياق، اعتبر رئيس هيئة المفاوضات السورية نصر الحريري في تغريدات له على "تويتر" أن "الحلول الدولية المقترحة حول وقف الإبادة في الغوطة، تدل على عدم وجود رغبة حقيقية في إنهاء ما يحصل في سورية إلى الأبد، إضافة إلى التساهل بمصير المدنيين".
وأضاف "إن الحل هو في تنفيذ القرارات الدولية التي تنص على الوقف الفوري لكافة أنواع القصف، والجلوس على طاولة المفاوضات وتحقيق الانتقال السياسي الكامل.".
كما اعتبر أن "أي مبادرة تتجاهل القضية الأساسية المسببة للمذبحة في الغوطة الشرقية، وتقضي بإخراج الأهالي من منازلهم هي عمليات تهجير قسري وهي مخالفة للقوانين الدولية باعتبارها جريمة حرب".
وتشهد الغوطة الشرقية منذ الأحد الماضي، تصعيداً من قوات النظام، أسفر عن مقتل وجرح المئات من المدنيين، بينهم أطفال ونساء.