وقال وزير الخارجية، في لقاء مع "قناة الجزيرة"، نقلت أبرز ما جاء فيه وكالة الأنباء القطرية "قنا"، اليوم الأحد، إن نتائج الحوار الاستراتيجي بين قطر والولايات المتحدة في المجالات الأمنية والدفاعية والسياسية، تمثل ردا قويا على كافة ادعاءات دول الحصار لقطر بدعم الإرهاب.
وأضاف أن دولة قطر حققت من الحوار الاستراتيجي إنجازات كثيرة في مجالات متعددة، مشيرا إلى تشكيل مجموعات العمل السياسي بين البلدين لمتابعة كافة القضايا الإقليمية والعمل المستمر والتعاون المشترك وتبادل وجهات النظر فيها.
وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء أنه على المستوى العسكري كان هناك إعلان الدفاع المشترك، والذي يتناول أيضا القاعدة الأميركية وتواجد القوات الأميركية على الأراضي القطرية، وكذلك الأعمال والتدريبات العسكرية المشتركة والمشتريات العسكرية لدولة قطر، منوها بالمحادثات التي جرت بين الطرفين في مجال مكافحة الإرهاب، ومذكرة التفاهم التي وقعت عليها قطر في يوليو/تموز الماضي والتي تحدد العلاقة بين قطر والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب من خلال تبادل المزيد من المعلومات وبناء القدرات.
وأكد أن دولة قطر ترى أن ما تحقق في هذا الحوار بشكل عام في مجالات الأمن والدفاع والمجالات السياسية، هو بيان واضح وموقف واضح من الولايات المتحدة بأن قطر شريك قوي في مكافحة الإرهاب، وشريك اقتصادي قوي، "وهذا يمثل ردا قويا على كافة ادعاءات الدول المحاصرة بدعم قطر للإرهاب"، مضيفا "هذه شهادة واضحة من أميركا التي تعرف جيدا الجهود القطرية وتعتبر دولة قطر شريكا أساسيا لها في حربها ضد الإرهاب".
وأشار الوزير القطري إلى أن الولايات المتحدة هي دولة مؤسسات تحترم اتفاقياتها، مشددا على أن قطر ترى أن شراكتها المستقبلية مع الولايات المتحدة "واعدة، وهناك فرص كثيرة تتحقق من هذه الشراكة".
وحول موقف الولايات المتحدة من الأزمة الخليجية، قال "إن موقف واشنطن كان واضحا منذ بداية الأزمة التي ما زالت تراوح مكانها"، موضحا أن الولايات المتحدة تريد أن ترى مجلس تعاون موحدا، وتقدر علاقتها مع دولة قطر، ومشددا على أن دولة قطر ماضية في طريقها وتعزيز شراكاتها مع كافة الدول ومنها الولايات المتحدة.
وبشأن إعلان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، التزام بلاده بسيادة قطر وبوحدة أراضيها، لفت وزير الخارجية إلى وجود شراكة واضحة وقوية بين البلدين.
وتابع أن هناك معرفة وإدراكا أميركيا بأن الاتهامات الموجهة إلى دولة قطر هي اتهامات باطلة ولم تسند بأي أدلة، كما شدد على أن من حق دولة قطر كشريك أن تقف الولايات المتحدة معها "وهذه طبيعة علاقة الصداقة وعلاقة الشراكة".
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء "إن قطر كانت دائما تدعو للحوار، وأن يكون هناك فهم لأسباب هذه الأزمة لأنه إلى اليوم تطلق اتهامات وإساءات لها ولشعبها دون أي توضيح لأسباب ودوافع هذه الأزمة"، موضحا أن قطر طلبت من الدول المحاصرة أن تجلس إلى الطاولة للنقاش وصولا لحل مبني على أسس ومبادئ واضحة.
وأضاف "اليوم دولة قطر ما زالت في نفس الموقف، والدول الأخرى ما زالت ترفض الحوار وتستمر في نشر الأكاذيب نفسها وإعادتها بدون أي مبرر وبدون منطق"، مشددا على أن "الأزمة ستراوح مكانها طالما الطرف الآخر ما زال يكابر وما زال في مرحلة إنكار بأن ما فعله هو خطأ ضد دولة قطر وضد الشعب القطري".
وتساءل عن الرابح والخاسر من الأزمة الخليجية، ليجيب "نحن نرى أن الجميع خاسر في هذه الأزمة، نرى أننا خسرنا الكثير في مجلس التعاون الذي بني على أيدي آبائنا وأسس من عام 1981 وهو في هذا المسار وفي اتجاه أن يكون الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، كل ذلك خسرناه بسبب تصرفات للأسف أقل ما يقال عنها إنها متهورة".
ورأى أن الأزمة الخليجية أوقفت كافة أشكال التعاون الجماعي بين دول المجلس في قضايا الأمن الإقليمي، سواء كان في قضية اليمن أو المأساة الإقليمية التي يمر بها الشعب السوري، وفي قضايا كثيرة تخص العراق والخلافات الخليجية الإيرانية.
وعقد وزير خارجية قطر، أمس ، اجتماعات داخل الأمم المتحدة، مع كل من الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريس، والمندوبين الدائمين بالمنظمة لكل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين وفرنسا، وذلك بحضور نظيرتهم القطرية، الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني.
وتفرض كل من السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر حصاراً برياً وجوياً على قطر منذ الخامس من يونيو/ حزيران الماضي، إذ قطعت الدول الأربع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وطلبت من المواطنين القطريين مغادرة أراضيها خلال أربعة عشر يوماً، متهمة قطر بتمويل الإرهاب، وهو ما نفته الدوحة، وأكدت أن الإجراءات المتخذة من قبل دول الحصار تستهدف سيادتها واستقلالها.
(العربي الجديد، قنا)