يواصل الناخبون في روسيا، اليوم الأحد، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، وسط توقعات مؤكدة بفوز الرئيس الحالي، المرشح المستقل، فلاديمير بوتين (65 عاماً)، بولاية رئاسية رابعة مدتها ست سنوات.
وأوضحت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية إيلا بامفيلوفا، أنّ نسبة التصويت بحلول منتصف اليوم بتوقيت موسكو، بلغت 34.72%، كاشفة عن التصدّي لهجمات إلكترونية استهدفت موقع لجنة الانتخابات، ليلة السبت- الأحد.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن بامفيلوفا، قولها، إنّ "موقع اللجنة على الإنترنت، تعرّض لهجمات إلكترونية صادرة عن 15 دولة"، مضيفة في تصريح: "أحبطنا الهجوم الإلكتروني صباح اليوم، وواجهنا عبارات (رفض الخدمة) على أجهزتنا".
ولفتت إلى أنّ "ذروة الهجوم كانت في الساعة 2:20 بتوقيت موسكو، وتم رصد الهجمات من 15 دولة"، من دون تحديدها.
وشهد أحد مراكز للاقتراع في موسكو، زاره "العربي الجديد"، إقبالاً ملحوظاً من الناخبين، بينما أكد موظف "مركز الدراسات السياسية" المعني باستطلاع رأي الناخبين لدى خروجهم من اللجان، وجود تقدّم لصالح بوتين، منذ الساعات الأولى من التصويت.
وبعد إدلائه بصوته بمبنى أكاديمية العلوم الروسية، اليوم الأحد، أكد بوتين، في تصريحات صحافية، أنهّ سيعتبر نجاحاً الحصول على أي نسبة تؤهله للاستمرار في مهام منصبه، متباهياً ببرنامجه لتنمية البلاد.
— President of Russia (@KremlinRussia_E) March 18, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— President of Russia (@KremlinRussia_E) March 18, 2018
|
أما مرشح الحزب "الشيوعي" بافيل غرودينين، فاكتفى بالقول إنّ مزاجه "رائع"، بينما رفض مرشح حزب "يابلاكا" ("تفاحة") غريغوري يافلينسكي، الإفصاح عمّن صوت له.
وتبدو الانتخابات الرئاسية أشبه باستفتاء على شعبية بوتين، وسياساته، في ظلّ غياب أي منافس حقيقي بين المرشحين السبعة الذين يواجهون، نظرياً، بوتين، والذي رفض المشاركة في مناظرات تلفزيونية مع المرشحين الآخرين.
وإلى جانب بوتين، يخوض سباق الانتخابات سبعة مرشحين آخرين يتنافسون على المرتبة الثانية، وهم مرشح الحزب "الشيوعي" بافيل غرودينين، وزعيم الحزب "الليبرالي الديمقراطي" فلاديمير جيرينوفسكي، وأحد مؤسسي حزب "يابلاكا" ("تفاحة") الليبرالي غريغوري يافلينسكي، والإعلامية كسينيا سوبتشاك، ورئيس حزب "روست" ("النمو") بوريس تيتوف، ومرشح حزب "شيوعيو روسيا" مكسيم سورايكين، ومرشح "اتحاد عموم الشعب الروسي" سيرغي بابورين.
وبحسب آخر استطلاعات الرأي، فإنّ بوتين الذي يخوض الانتخابات مرشحاً مستقلاً، وليس مرشحاً للحزب الحاكم "روسيا الموحدة"، قد يحصل على أصوات 69% من أصوات الناخبين، ويليه غرودينين (7%) وجيرينوفسكي (5%) وسوبتشاك (2%) ويافلينسكي (1%) وبابورين (1%).
واستبعدت السلطات الروسية كل رموز المعارضة عن حلبة المنافسة على خلفية تهم مختلفة، إذ رفضت اللجنة الانتخابية المركزية ترشيح ألكسي نافالني، أبرز رموز المعارضة الروسية، بل حكم عليه بالسجن خمس سنوات مع وقف التنفيذ بتهمة اختلاس أموال، قال المعارض إنّها "مفبركة".
ورداً على قرار منعه من الترشح، دعا نافالني (41 عاماً) إلى مقاطعة الانتخابات.
في غضون ذلك، كشف مراقبون للانتخابات، عن وقوع بعض الانتهاكات مثل وضع صناديق الاقتراع خارج نطاق عدسات كاميرات المراقبة، وتنظيم الحافلات لإيصال الموظفين والعمال إلى مراكز الاقتراع.
ورصد المراقبون من فريق المعارض ألكسي نافالني، مئات الانتهاكات في موسكو، كما نشروا على حساباتهم على "تويتر"، صورة لحافلة صغيرة، قالوا إنّها نقلت الناخبين إلى مركز للاقتراع في مدينة ياروسلافل.
ومع ذلك، لم تر لجنة الانتخابات في موسكو، مخالفة في ذلك، طالما لم تشارك الأحزاب والمرشحون في عملية نقل الناخبين. وأكدت لجنة الانتخابات المركزية، عدم رصد أي انتهاكات جسيمة.
وتجري الانتخابات بنحو 97 ألف مركز اقتراع في مختلف أنحاء روسيا، أكثر من 3600 منها في موسكو، بالإضافة إلى حوالي 400 مركز بالخارج خصصت للمغتربين الروس. وتضم قوائم الناخبين المسجلين نحو 111 مليون ناخب، يقيم مليونان منهم بالخارج.
ومع ذلك، واجه الروس المقيمون في أوكرانيا، صعوبات في الإدلاء بأصواتهم، إذ منعتهم الشرطة من دخول مباني البعثات الدبلوماسية الروسية في كييف وأوديسا ولفيف.
وفي شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في مثل هذا اليوم، قبل أربع سنوات، يصوت الناخبون لأول مرة في الانتخابات الرئاسية الروسية، وهي منطقة يراهن الكرملين كثيراً على مشاركتها لإثبات اندماجها في روسيا، أمام الرأي العام الدولي.
وتجري الانتخابات في مختلف أنحاء روسيا بحضور نحو 1500 مراقب دولي من 86 بلداً و14 منظمة، بينما يتولى أكثر من نصف مليون عنصر أمن، تأمين عملية التصويت.