في ظل استمرار قصف النظام السوري وروسيا على الغوطة الشرقية، جددت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، إدانة "تصاعد العنف" في المنطقة، رغم النداء الذي وجهته المنظمة الدولية، قبل أسبوع، لوقف إطلاق النار، في حين شددت كل من فرنسا وبريطانيا على ضرورة وضع حد للهجمات، وممارسة كل من موسكو وطهران الضغط على النظام السوري.
ووصفت المنظمة، قصف المنطقة المحاصرة بأنّه عقاب جماعي للمدنيين "غير مقبول بالمرة".
وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية، بانوس مومسيس، إنّ تقارير أفادت بمقتل قرابة 600 شخص، وإصابة ما يربو على ألفين آخرين، في هجمات جوية وبرية، منذ 18 فبراير/شباط الماضي، وفق ما أوردت "رويترز".
وأضاف أنّ "قذائف المورتر التي انطلقت من الجيب الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة على دمشق، أسفرت عن سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح".
وتابع، في بيان، "بدلاً من توقف مطلوب بشدة، ما زلنا نرى المزيد من القتال والمزيد من الموت والمزيد من التقارير المزعجة عن الجوع وقصف المستشفيات. إنّ هذا العقاب الجماعي للمدنيين غير مقبول بالمرة".
بدوره، طلب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم، خلال اتصال هاتفي بنظيره الإيراني، حسن روحاني، "ممارسة الضغوط الضرورية" على النظام السوري، لوقف الهجمات على السكان في الغوطة الشرقية المحاصرة، بحسب ما نقلت "فرانس برس" عن الإليزيه.
وذكرت الرئاسة الفرنسية، في بيان، أنه "خلال الاتصال الهاتفي، حض رئيس الجمهورية نظيره (الإيراني) بقوة على ممارسة الضغوط الضرورية على النظام السوري، لوضع حد للهجمات العشوائية على السكان المحاصرين في الغوطة الشرقية، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وإجلاء الحالات الطبية الحرجة".
وبالتوازي مع ذلك، أفاد مكتب رئيسة وزراء الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، أن الأخيرة اتفقت مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على ضرورة أن تستخدم روسيا نفوذها ليوقف النظام السوري حملته في الغوطة الشرقية.
وكان مجلس الأمن قد أقرّ، السبت الماضي، بالإجماع، القرار 2401 الذي يدعو "دون تأخير" إلى وقف إطلاق النار، لمدة شهر في سورية، بهدف توصيل المساعدات والخدمات الإنسانية، والإجلاء الطبي بشكل دائم وبدون عوائق.
وأكد القرار أنّ وقف الأعمال القتالية لن يشمل العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" و"القاعدة" و"جبهة النصرة"، وكل الأفراد والجماعات والجهات المرتبطة بها أو بالجماعات الإرهابية الأخرى.
لكنّ قوات النظام وحليفتها روسيا، واصلت عملياتها العسكرية على الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق، بينما لم تؤد "هدنة إنسانية" أعلنتها روسيا من جانب واحد لخمس ساعات يومياً، إلى إيصال مساعدات أو إجلاء مدنيين.
وتحاصر قوات النظام السوري 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية، منذ عام 2013، وتشنّ فيها، منذ فترة، أعنف حملة عسكرية أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 600 مدني، بينهم نحو 150 طفلاً.
(العربي الجديد)