يشهد حزب "جبهة التحرير الوطني"، الذي يقوده الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، توتّرات بين قياداته، بسبب خلاف القيادي في الحزب، وعضو مجلس الأمة، عبد الوهاب بن زعيم، مع الأمين العام الحالي للحزب، جمال ولد عباس، وطريقة تسييره له.
ورفض عضو مجلس الأمة، والقيادي في الحزب، عبد الوهاب بن زعيم، الاثنين، تهديدات ولد عباس، وطالبه بـ"الرحيل من قيادة الحزب والخلود إلى الراحة".
ووصف محاولته منع كوادر الحزب من الإدلاء بتصريحات أو القيام بمبادرات سياسية بـ"منطق الثكنة العسكرية". وقال: "تصريحات ولد عباس التي تمنع قيادات الحزب من الكلام إلا بإذن منه، هي أوامر مسؤول عسكري في الثكنة، وليست صادرة عن مسؤول سياسي يدافع على الديمقراطية والحرية".
ورفض المصدر نفسه، بشدة، ما اعتبرها "محاولة لتكميم الأفواه" في الحزب، قائلًا في رسالة مكتوبة نشرها: "إلاّ حريتي، لن تسلب حريتي، ولن يسلب مني حق الكلام والتعبير. كمواطن وكمناضل وقيادي ومنتخب، سأبقى أدافع عن آرائي وقناعاتي عبر ما يكفله لي القانون والدستور في دولة الحق والقانون، ورئيس الجمهورية، رئيس الحزب، لن يرضى بخنق حرية النواب ولا حرية المناضلين".
وكان بن زعيم يرد على تهديدات ولد عباس، الذي لوح بمعاقبة كل أعضاء الحزب الذين "خرقوا قوانينه الداخلية، وكل من يتجاوز الحدود التي رسمتها القيادة"، قائلًا: "لن نتسامح مع أحد، وعضو مجلس الأمة عبد الوھاب بن زعیم أحیل إلى لجنة الانضباط".
وتأتي هذه التطورات على خلفية تصريحات أدلى بها بن زعيم، طالب فيها باستقالة وزيرة التربية، نورية يبن غبريط، التي أخفقت في إدارة الأزمة مع نقابات الأساتذة.
وتشير بعض المصادر من حزب بوتفليقة إلى وجود منافسة كبيرة بين ولد عباس، ووزير العدل، الطيب لوح، على قيادة الحزب، قبيل أيام عن عقد اجتماع اللجنة المركزية لـ"جبهة التحرير".