وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد": "إن مجهولين اغتالوا رئيس لجنة المفاوضات عن مدينة الضمير، شاهر جمعة، وأصيب عضو اللجنة ذاتها، حسين شعبان، وذلك بعد إطلاق نار بالرصاص الحي عليهما في المدينة".
وأضافت المصادر، أن شعبان تم نقله إلى نقطة طبية لإسعافه بعد إصابته بجروحٍ بالغة، في حين توفي جمعة على الفور.
واتهمت مصادر في المعارضة السورية، قوات النظام بهذا الاغتيال، حيث قالت مصادر من المعارضة، لـ"العربي الجديد": "إن قوات النظام لم تدخل إلى الضمير حتى الآن، ولكنّ خلايا تابعة لها قامت باغتياله لتأجيج الأوضاع".
وفي المقابل، اتهمت مواقع موالية للنظام، فصائل المعارضة السورية باغتيال شاهر جمعة، من دون الإشارة إلى أي تفصيل آخر في هذا السياق.
وكان جمعة قد توصّل مع النظام السوري وروسيا مؤخّراً، إلى وقف لإطلاق النار داخل مدينة الضمير بريف دمشق.
وكشفت مصادر مطلعة على المفاوضات، في وقت سابق، والتي أفضت إلى إفراغ مدينة الضمير شمال شرقي دمشق، من عناصر فصائل المعارضة السورية، أنّ "الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ بعد يومين".
وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، أمس، إنّ "الدفعة الأولى ستخرج من مدينة الضمير يوم الخميس المقبل، والوجهة إلى جرابلس (ريف حلب)".
وأفادت المصادر بأن أعداد المقاتلين الذين سيتم نقلهم إلى شمالي سورية بعد يومين، تصل إلى نحو 500 شخص، إضافة إلى عائلاتهم.
ويتوزع هذا العدد بين فصيلي "جيش الإسلام" و"قوات الشهيد أحمد العبدو"، وسيتم نقلهم الخميس إلى مدينة جرابلس شمال شرق حلب، بحيث يحق، بحسب الاتفاق، أن يخرج المقاتلون من الضمير بسلاحهم الفردي الخفيف، على أن تؤمّن القوات الروسية عملية النقل.
مفاوضات على وقع البراميل
في سياق مواز، وفي وقت يواصل النظام السوري إلقاء عشرات البراميل المتفجّرة على مناطق في القلمون الشرقي، تستمر المفاوضات هناك بين النظام والمعارضة لتسوية في المنطقة، لتجري هذه المفاوضات على وقع البراميل.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد": "إن القصف بالبراميل المتفجّرة لم يهدأ منذ ليل أمس الثلاثاء وحتى اليوم"، موضحةً أن النظام ألقى ما لا يقل عن 200 برميل متفجّر على القلمون الشرقي، فضلاً عن عشرات الغارات الجوية.
وفي هذا السياق، أعلنت "القيادة الموحدة في القلمون الشرقي"، في بيانٍ لها، عن النتائج الأولية للمفاوضات بين المعارضة السورية في القلمون وروسيا.
وبحسب البيان، فإنه بعد نقاش طويل حاول فيه وفد المعارضة إبعاد خيار الحرب أو التهجير عن المنطقة كاملة، تم التوصل إلى أنه من الممكن تحييد المدن عن أي عمل عسكري قادم على المنطقة إذا قبلت بدخولها في تسوية تتمحور حول عدّة بنود.
أبرز هذه البنود، إخلاء المدن من السلاح والمقاتلين والمظاهر المسلّحة، مقابل عدم دخول الأمن والجيش التابع للنظام، وتسليم قوائم بأسماء من يرغبون في تسوية وضعهم، وقوائم بأعداد من يرغبون في الخروج من المنطقة، إن وُجدت.
ونصَّ الاتفاق على تشكيل قوة دفاع ذاتي من أبناء المدن بعد تسوية أوضاعهم، وقد يستغرق ذلك أسبوعا، ومهمتهم الدفاع عن المدينة بالتنسيق مع الجانب الروسي، إضافةً إلى بحث ملف المعتقلات والمعتقلين من أبناء المنطقة، وتوفير الخدمات للمدن، مع دخول دوائر الدولة الرسمية.
ومن بنود الاتفاق أيضاً، تشكيل لجنة مشتركة ثلاثية تشرف على تسيير هذه المرحلة، وإعطاء المتخلّفين عن الخدمة العسكرية سنة تأجيل، وخروج من لا يرغب في ذلك إلى جبل القلمون الشرقي.
ونصَّ أيضاً على منع أي اعتداء على المدن أو استفزاز خلال المفاوضات، وفتح حوار مع فصائل جبل القلمون.
وأعطى الاتفاق مهلة حتّى يوم الخميس الساعة الثانية عشرة ظهراً، وفي حال لم تتم الموافقة فإن المنطقة ستدخل في حرب مفتوحة، بينما إذا تم قبول الاتفاق سيتم تحييد المدن عن الحرب، فيما يبقى الجبل في حالة حرب.