وذكر ظريف أن السيناريو الأول يتمثل بخروج إيران من الاتفاق بالكامل، وبعودتها لاستئناف نشاطها النووي وتخصيب اليورانيوم كما في السابق، و"لن تسعى بطبيعة الحال لامتلاك قنبلة نووية"، كما ذكر.
أما الخيار الثاني فسيكون من خلال "الاستفادة من بنود الخلافات والنزاعات الموجودة في الاتفاق النووي، والتي تسمح بتقديم شكاوى رسمية". وقد تقدمت إيران بالفعل بـ11 شكوى للجنة المشرفة على تطبيق الاتفاق، وأبلغت منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، بانتهاك أميركا للاتفاق، و"الهدف من هذا الخيار هو إعادة أميركا وإجبارها على الالتزام بالاتفاق".
ووصف ظريف الخيار الثالث بـ"الأكثر جدية وصعوبة"، مشيرا إلى أنه "من المحتمل أن تقرر إيران الخروج من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية"، والتي وقعت عليها في وقت سابق.
ورأى ظريف، في حديثه مع "النيويوركر"، أن "واشنطن حاولت تخريب الاتفاق"، وأن الرئيس دونالد ترامب يسعى، منذ 15 شهرا، لوضع العراقيل أمام تجارة إيران مع الآخرين، لكن "على الولايات المتحدة أن تعلم أن الخروج من الاتفاق سيلحقه تبعات جدية عديدة".
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيراني، في حوار مع موقع "المانيتور"، إن "حكومة ترامب لم تلتزم بالاتفاق بالمطلق"، معتبرا أن "أميركا ليست مجرد طرف شكلي في الاتفاق، بل عليها أن تفهم أنه لا يحق لها انتهاكه، وعليها التعامل معه بحسن نية".
ورأى وزير الخارجية أن "ما جرى حتى الآن يكفي لاتخاذ إيران لقرار يتناسب ومصالحها القومية، سواء قررت البقاء في الاتفاق أو خرجت منه"، مضيفا أن "خروج واشنطن سيؤثر على ثقة المجتمع الدولي بها، وسيثبت للجميع أنها غير أهل للثقة".
وعن محادثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مع ترامب، والمتعلقة بفرض المزيد من الضغوط على إيران بشأن منظومتها الصاروخية ودورها الإقليمي، ذكر ظريف أنه "من الأفضل لهؤلاء أن يبذلوا جهدا لإقناع ترامب بفائدة البقاء في الاتفاق النووي، فهذه الخطوات الأوروبية قد تؤدي لتخريب الاتفاق بالنتيجة".
وفي السياق، اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي ماكرون على "مواصلة تنفيذ بنود الاتفاق النووي حول إيران".
وأفاد المركز الصحفي للكرملين بأن بوتين وماكرون أعلنا ضرورة "مواصلة تنفيذ خطة العمل الشامل المشترك حول البرنامج النووي الإيراني، والتي تعد عاملا هاما لضمان الأمن الدولي".
وفيما يتعلق بالاتفاق كذلك، وبالتزامن مع اقتراب موعد الإعلان عن قرار ترامب المتعلق بتجديد العمل به وبتمديد تجميد العقوبات النووية المفروضة على إيران سابقا، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني، مرتضى صفاري، لوكالة "مهر" الإيرانية، إن "احتمال خروج أميركا من الاتفاق أصبح قويا للغاية"، مرجحا أن تقف الدول الأوروبية مع واشنطن، لأن "ذلك يتناسب مع مصالحها"، حسب رأيه.
وأَضاف صفاري أن "إيران كانت تأمل ألا تتخذ الولايات المتحدة هذه الخطوة، لكن التغييرات التي لحقت بأفراد في الإدارة الأميركية مؤخرا تعطي إشارات ترجح خروج أميركا من الاتفاق قريبا".
ورأى أن أميركا وإسرائيل وحلفاءهما في المنطقة "حاولوا عرقلة الاتفاق والتأثير سلبا على إيران منذ التوصل إليه قبل ما يقارب ثلاثة أعوام، لكن هذه الجهود لم تصل لنتيجة، وهو ما قد يؤدي لخطوة واشنطن المرتقبة"، محمّلا تلك الأطراف "مسؤولية فشل الاتفاق".
وأكد أيضا، أن إيران ستستأنف فعالياتها النووية، كما عليها أن "تتخذ خطوات لتدفع أميركا ثمن ما فعلته، من خلال زيادة الجهود الديبلوماسية التي قد تصب لصالح طهران، وتزيد من عزلة واشنطن، من قبيل تعزيز العلاقات مع بقية أطراف السداسية الدولية، التي التزمت بالاتفاق النووي واستفادت منه اقتصاديا وتجاريا".