أردوغان ينتقد بشدة "الشعب الجمهوري"... ويتحدى كلجدار أوغلو بالترشح للانتخابات الرئاسية
وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انتقادات قوية لحزب "الشعب الجمهوري" (أكبر أحزاب المعارضة)، الذي ينتظر أن يقرر، اليوم الثلاثاء، بشأن مرشحه للانتخابات الرئاسية، بينما تستمر لقاءات قيادات أحزاب المعارضة التركية لبحث تفاصيل التحالف المفترض لمواجهة "التحالف الجمهوري" بين كل من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم و"الحركة القومية" (يميني قومي متطرف).
وخلال كلمته في الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية، الثلاثاء، وجه أردوغان انتقادات شديدة لزعيم "الشعب الجمهوري"، كمال كلجدار أوغلو، متحديا إياه بالترشح للرئاسة، وكذلك زعيم الكتلة البرلمانية للحزب، النائب أوزغور أوزل، الذي أعاد اتهام "العدالة والتنمية" بـ"تدبير انقلاب مسيطر عليه"، في إشارة إلى المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في منتصف يوليو/تموز 2016.
وفي إشارة إلى السيناريو المحتمل، والذي يتمحور حول إمكانية ترشح الرئيس التركي السابق، عبد الله غول، للرئاسة عن "حزب السعادة"، الذي أسسه رئيس الوزراء التركي الراحل، نجم الدين أربكان، قال أردوغان: "يُتداول الآن سيناريو غريب للغاية. سنرى كيف سيتم اللعب على نهاية الأسبوع، نحن ليست لدينا مشكلة كهذه، لقد قمنا باتخاذ خطواتنا في هذا الأمر، من جانب نقوم بتجهيز إعلاننا الحزبي، ومن جانب آخر نحضر برنامجنا الانتخابي"، مشيراً إلى أن "الإعلان عن البرنامج الانتخابي سيكون في السادس من الشهر المقبل".
وبينما كرر الرئيس التركي ذكر تفاصيل ليلة المحاولة الانقلابية، بما في ذلك عدم مشاركة كلجدار أوغلو بمقاومة المحاولة الانقلابية، بل ولقائه بالانقلابيين في مطار أتاتورك في إسطنبول، ومن ثم انسحابه لمراقبة التطورات من منزل رئيس بلدية باكركوي في إسطنبول عن "الشعب الجمهوري"، وجه انتقادات شديدة لانضمام 15 عضوا من الأخير لـ"الحزب الجيد" لمساعدته في تكوين كتلة برلمانية، حتى يتمكن من المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة في 24 يونيو/حزيران المقبل.
وقال أردوغان: "لقد قام السيد كمال (الكلام موجه لكلجدار أوغلو) بإرسال رجاله إلى ما يسمى (الحزب الجيد)"، قبل أن يتساءل: "هل قبل رجالك الخمسة عشر في حزبك ما يسمى الحزب الجيد؟"، مضيفا: "أمس رأينا كيف كانت مقاعد نوابك الخمسة عشر فارغة في كتلة ما يسمى بالحزب الجيد، واستمروا بالجلوس في مقاعد (الشعب الجمهوري). لمَ لم يذهبوا إلى هناك؟ يبدو أنه لم يعجبهم المكان الذي أرسلتهم إليه".
كما تحدى أردوغان كلجدار أوغلو بالترشح للانتخابات الرئاسية، في الوقت الذي تداول الإعلام التركي أحاديث تشير إلى أن "الشعب الجمهوري" سيتوجه لترشيح النائب عن الحزب، محرم إنجة، أو رئيس بلدية بويوكشهير عن الحزب، يلماز بويوك إيرشان، حيث من المقرر أن ينعقد اجتماع مجلس الحزب، اليوم، لحسم القرار في ما يخص مرشحه.
وبعد أن أعلن "الحزب الجيد" (حديث التأسيس مكون من منشقين عن "الحركة القومية")، أمس، ترشيح زعيمته رئيسة البرلمان السابقة، ميرال أكشنر، للرئاسة، يبدو أن الأمور تتجه لقيام تحالف معارض، يعمل على ترشيح كل حزب لمرشح خاص به للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، على أن يتم دعم المرشح الأوفر حظا في الجولة الثانية ضد أردوغان.
ويرى مراقبون أن "أردوغان يمتلك الحظ الأوفر للفوز بالرئاسة في حال لم تحصل مفاجآت"، وأن انتقاله للمنافسة للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية "أمر شبه حتمي".
في غضون ذلك، استمر زعيم حزب "السعادة"، تِمِل كارامولا أوغلو، في لقاءاته الاستكشافية مع أحزاب المعارضة، حيث التقى، أمس، زعيم حزب "الدعوة الحرة" (كردي إسلامي)، زكريا يابيجي أوغلو، الذي عبر عن "انزعاجه" من عدم إدراج اسم الحزب في قائمة الأحزاب المسموح لها بالمشاركة في الانتخابات، والتي صدرت الأحد الماضي عن الهيئة العليا للانتخابات، لكنه لم يبد متحمسا لـ"كسر التحالف الضمني" بين حزبه و"العدالة والتنمية" في مناطق جنوب شرق تركيا ذات الغالبية الكردية.
كما التقى كارامولا أوغلو، اليوم، زعيمة "الحزب الجيد"، تلا ذلك مؤتمر صحافي أكد خلاله زعيم حزب "السعادة" أنه "لا تزال هناك فروقات بين الجانبين"، مشددا على "الحاجة لصناعة تحالف معارض"، بينما أشار إلى أنه سيلتقي أكشنر نهاية الأسبوع المقبل.
في غضون ذلك، يبقى الاجتماع الأهم الذي سيعقده كارامولا أوغلو هو لقاؤه عبد الله غول، غدا الأربعاء، والذي من المنتظر أن يحدد إن كان الرئيس السابق سيترشح لمواجهة أردوغان في الانتخابات الرئاسة من عدمه، وخاصة أن الأخير ما زال يبدو مترددا.