يخشى المرشحون الأكراد للدورة البرلمانية العراقية المقبلة، من مصادرة أصوات ناخبيهم في المناطق المتنازع عليها في العراق، من قبل جهات سياسية سيطرت على تلك المناطق، مطالبين برقابة دولية على سير العمليات الانتخابية في مناطقهم.
وقال عبد الله الجاف، المرشح عن الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "سيطرة القوات الأمنية العراقية و(الحشد الشعبي) على المناطق المتنازع عليها في العراق، ومنها كركوك، جعلت من حرية التعبير والتصويت في الانتخابات المقبلة لا يمكن تحقيقها"، مبينا أنّ "كل تلك الجهات مرتبطة بأحزاب وتحالفات سياسية، وهي تروج لها، وتمنع أي جهة تنافسها من الحصول على الأصوات".
وأضاف أنّ "الأجواء الانتخابية في عموم المناطق المتنازع عليها غير ملائمة لإجراء الانتخابات، وأنّ الأكراد سيواجهون ضغوطا كبيرة في يوم الانتخابات ستؤثر على سير العملية الانتخابية بمهنية وشفافية"، مؤكدا أنّ "ذلك سيؤثر سلبا على الأصوات التي تنتخب الكرد بشكل عام".
من جهته، أكد المرشح عن حزب الطالباني، هيوا عقراوي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "مرشحينا لا يستطيعون متابعة حملاتهم الدعائية في المناطق المتنازع عليها بشكل صحيح، وأنّ الكثير منهم حرموا حتى من دخول تلك المناطق، لاسيما المسؤولين الكبار الذين يحتاجون إلى حمايات خاصة ولم يستطيعوا إدخال حماياتهم إلى تلك المناطق".
وأشار إلى أنّ "القوات الأمنية وقوات (الحشد)، هي التي تضيق على المرشحين الكرد، مستخدمة صلاحياتها بتنفيذ توجهات وأجندات خاصة، تحد من حملاتنا الانتخابية"، مؤكدا أن "ذلك كله يثير مخاوف لدينا من يوم الانتخابات، فبالتأكيد أنّ تلك الجهات ستؤثر على عملية التصويت، وستحرم المرشحين الكرد من الكثير من أصوات ناخبيهم".
ودعا المنظمات الدولية والأمم المتحدة إلى "التدخل لمنع هذه التوجهات غير المهنية، وأن يكون لها دور رقابي خلال يوم الاقتراع، لمتابعة أي خروقات قد تؤثر على سير العملية الانتخابية".
ويؤكد مراقبون أنّ ضمان بيئة مناسبة للعملية الانتخابية في العراق، أمر غير ممكن، إذ إنّ كل الجهات السياسية تستغل نفوذها في أي منطقة لها قوة فيها، لتحقيق مصالحها الانتخابية.
وقال الخبير السياسي، فلاح الزيادي، لـ"العربي الجديد" إنّ "أي جهة سياسية لها نفوذ في منطقة معينة، ستستغل ذلك بتحقيق مكاسبها الخاصة"، مؤكد أنّ "الأكراد الذين يخشون اليوم من تهميش أصوات ناخبين، كانوا سيفعلون نفس الشيء لو كانت تلك المناطق تحت سيطرتهم".
وأشار إلى أنّ "البيئة الانتخابية الملائمة لا يمكن تحقيقها في العراق قطعا، ولا يمكن ذلك بسبب تقاسم النفوذ في المناطق".
وكان حزب البارزاني قد انسحب أخيرا من الانتخابات في كركوك، مؤكدا أنّه لا يمكنه الحصول على استحقاقه الانتخابي في ظل هذه الأجواء.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات البرلمانية في العراق، في 12 من مايو/ أيار المقبل، في ظل تنافس حاد بين التحالفات والأحزاب السياسية.