تتواصل الاستعدادات في بنغازي، اليوم الخميس، لاستقبال اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، بحسب ما أفاد به رئيس أركان سلاح الجو التابع لقوات حفتر، اللواء صقر الجروشي، وسط أنباء عن قرب تخليه عن صلاحياته العسكرية لصالح أحد الضباط المقربين منه، بعد الأزمة الصحية التي ألمت به أخيراً.
ورفض الجروشي في تصريحٍ لـ"العربي الجديد" التعليق على تفاصيل حالة حفتر الصحية، مكتفياً بالتأكيد أنه سيصل إلى بنغازي اليوم وسوف يستقبله أنصاره بالمدينة.
كما كشف أن حفتر سيعطي أوامره لبدء عملية عسكرية اقتحام مدينة درنة شرق البلاد، التي تسيطر عليها قوات مجلس شورى المدينة، حيث تستعد قواته منذ أسابيع للعملية.
من جانب آخر، قال مصدر عسكري إن حالة الطوارئ القصوى رفعت بشكل كبير في المرج، وتحديدا حول قاعدة الرجمة المقر الرئيس لحفتر منذ أول من أمس، حيث يشرف على أمن المنطقة ضباط مقربون منه.
وأفاد المصدر بأن "حفتر القادم من القاهرة، سيواصل في الرجمة لقاءات مكثفة من أجل تعيين أحد ضباطه لتولي صلاحياته العسكرية في قواته"، لافتا إلى أنه يرغب، مثل حلفائه الدوليين والإقليميين، في وجود من ينوب عنه، ويتولى قيادة العمليات العسكرية التي يخوضها في البلاد.
وأكد أنه من غير المعروف ما إذا كان سيبقى حفتر في منصبه شكلياً أم أنه سيتخلى عن دوره بعد مدة، لكنه أكد أن نائبه هو من سيقود عملياته العسكرية ويتولى صلاحياته بشكل كلي.
كذلك، أكد المصدر أن "ما يحدث في معسكر حفتر يتوازى كليا مع مسار اللقاءات على الصعيد السياسي، وآخرها ما تم في الرباط حيث انخرطت واشنطن بشكل كبير في الملف الليبي لدفع الأطراف الدولية والمحلية لحلحلة حقيقية وتسوية للأزمة السياسية".
وعن إمكانية تأثير معركة درنة والتصعيد العسكري حولها على هذه التسويات قال "مسألة مدينة درنة لا ترتبط بحفتر فقط، بل ترتبط برغبات ملحة من القاهرة، تحديداً لحسمها وإخراج مسلحي شورى المدينة من داخلها".
وأضاف "حفتر بإصراره على خوض معركة درنة يريد أن يقول لخصومه إنه لا يزال قويا كما أن القاهرة منذ مدة، تحاول تذليل الصعوبات الداخلية المتمثلة في معارضة قبيلة العبيدات القوية للمعركة، كما أنها أقنعت أطرافا دولية بأن سيطرة حفتر على درنة تمثل جزءا من أمنها القومي".
ولفت المصدر إلى أن الجهود الحالية التي تجري داخل معسكر شرق ليبيا وفي طرابلس تتجاوز درنة، فـ"لقاء الرباط ستكون نتائجه مؤثرة بشكل كبير على معسكر حفتر وبالتالي لابد له من التعامل معها، في ظل قبول أطراف إقليمية بالتقارب الكبير بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بظهيره القبلي، ومجلس الدولة ومصراته".