"جبهات ما وراء الحدود"، عنوان يطلقه مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثيين)، على جبهات المواجهات المشتعلة على الحدود مع السعودية، منذ نحو ثلاث سنوات، لكن يبدو أن التحالف يسعى لاستغلال الحدود نفسها كأقرب الطرق إلى معاقل الحوثيين، مع التصعيد المستمر من قبل الجماعة، التي تُعدّ صعدة بالنسبة إليها المنطقة العسكرية المغلقة، التي تعجز مقاتلات التحالف عن شلّ قدرتها على الرغم من استمرار وتيرة الضربات بوتيرة يومية.
في هذا السياق، أكدت مصادر محلية وأخرى عسكرية في الجيش اليمني لـ"العربي الجديد"، أمس الخميس، أن "تصعيد العمليات العسكرية في المناطق الحدودية مع محافظة صعدة، مستمر على أكثر من محور، بغطاء جوي مكثف من مقاتلات التحالف ومشاركة ميدانية لقوات التحالف بما فيها القوات السعودية إلى جانب قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية، والتي تتقدم إلى مناطق حدودية سعودية وتسعى لإحداث اختراق نحو معاقل الحوثيين".
وبالإضافة إلى الظاهر، والتي ترافق معها قصف مدفعي وصاروخي إلى مناطق هي من معاقل الحوثيين، تصاعدت وتيرة المواجهات على جبهة كتاف، وهي الأخرى من أهم مديريات محافظة صعدة الحدودية، وكانت المواجهات قد بدأت فيها إلى جانب جبهة ثالثة، في مديرية باقم المحاذية لها، منذ أكثر من عام. وعُرفت الجبهتان بالبقع (كتاف) وعلب (باقم)، فيما الجبهة الرابعة التي انضمت إليهما في الأشهر الأخيرة، كانت في حدود مديرية رازح.
ومع التصعيد الأخير في الظاهر، ارتفع عدد مديريات صعدة الحدودية الغارقة في مواجهات مباشرة بين قوات يمنية مدعومة من التحالف وبين الحوثيين، إلى أربع مديريات من إجمالي مديريات المحافظة الحدودية والبالغ عددها تسع مديريات، غير أن الأهمية الاستثنائية التي احتلتها مديرية الظاهر، الواقعة أقصى شمال غربي صعدة، في أنها محاذية لمديرية حيدان، المعقل الأول للجماعة، ومسقط رأس زعيمها عبد الملك الحوثي. وأكدت مصادر حوثية في السياق، أن منطقة مران في المديرية، تعرّضت لقصف صاروخي من قبل القوات السعودية.