توقفت عمليات التهجير من دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وسط تضارب حول الأسباب، وما قيل عن انتظار فصيل "جيش الإسلام" المعارض لاتفاق شامل، مع النظام والجانب الروسي، تزامناً مع وصول الدفعة الثالثة من المهجرين، إلى مدينة إعزاز شمالي سورية.
وضمّت الدفعة الثالثة من مهجري دوما، 13 حافلة تقل 685 شخصاً؛ بينهم 232 طفلا و180 امرأة، واستقرّت في مركز للإيواء ضمن مدينة إعزاز، بعد عبورها من مدينة الباب شرقي حلب.
وكان من المفترض أن تصل هذه الدفعة إلى مركز الإيواء في قرية شبيران قرب مدينة الباب، لكنّها توجهت إلى إعزاز بسبب عدم قدرة المركز على استيعاب مهجرين جدد، في ظل انشغاله التام بمهجري الدفعتين السابقتين.
وتأتي عمليات التهجير، بعد مفاوضات خاضتها فصائل المعارضة السورية، مع النظام والجانب الروسي، إثر حملة عسكرية عنيفة من قوات النظام، أسفرت عن مقتل وجرح آلاف المدنيين في مدن وبلدات الغوطة.
وما زالت عشرات الحافلات التابعة للنظام السوري، تنتظر عند معبر مخيم الوافدين شمال دوما، بانتظار استئناف عمليات التهجير منها، وذلك بعد توقف العملية، أمس الخميس، وعودة الحافلات فارغة من داخلها.
وتضاربت الأنباء حول أسباب توقف العملية، ففي حين قالت بعض المصادر إنّ فصيل "جيش الإسلام" المعارض، يسعى إلى اتفاق شامل يشمل إضافة إلى دوما، أماكن انتشار مقاتليه في القلمون الشرقي وجنوب دمشق، حيث أرسل مقترحات بهذا الشأن إلى الجانب الروسي، وهو ينتظر الرد عليها، زعمت وسائل إعلام مقرّبة من النظام، أنّ سبب توقف عمليات التهجير يعود إلى خلافات بين الراغبين بالخروج داخل "جيش الإسلام"، ومن وصفتهم بالمتشددين الرافضين للخروج بشكل قطعي.
وفي هذا السياق، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أنّ عملية تعليق عمليات التهجير، تأتي مع تواصل المفاوضات الرامية إلى التفاهم على "تسوية جديدة" تشمل دوما والقلمون الشرقي وريف دمشق الجنوبي وجنوب دمشق، تقضي بشكل خاص بـ"بقاء جيش الإسلام مع سلاحه في دوما"، بانتظار رد الجانب الروسي على المقترحات، وهو رد من المنتظر أن يصل، يوم غد السبت، وفي حال رفض الروس المقترح، وانهارت المفاوضات بين الطرفين، فإنّ دوما من المتوقع أن تشهد عملية عسكرية.
جدير بالذكر أنّ عدد مقاتلي "جيش الإسلام" خارج دوما، أي في القلمون وجنوب دمشق يبلغ نحو 14 ألف مقاتل.
من جهته، ذكر موقع "روسيا اليوم"، أنّ اجتماعاً موسّعاً عُقد بين ممثلي النظام السوري و"مركز المصالحة" الروسي من جهة، وقادة من "جيش الإسلام" من جهة أخرى، حيث أعطى الجانب الروسي، وممثلو النظام، "جيش الإسلام"، مهلة للخروج من مدينة دوما، قائلاً إنّ هناك "جناحاً متشدداً" داخل "جيش الإسلام" يرفض الخروج، بينما يقبل آخرون مبدأ الخروج، على أن تتوفر ضمانات تتعلق بتوفير الإقامة، ومواضيع أخرى تتعلّق بالسلاح والأموال.
من جهة أخرى، ذكرت بعض المصادر، أنّ "جيش الإسلام" سمح فقط للمعارضين له والجرحى بالخروج، بينما لم يغادر عناصر الفصيل المنطقة، حيث، تم تقريباً، إخراج جميع المعارضين لوجود "جيش الإسلام".
وأوضحت المصادر، أنّ مخاوف "جيش الاسلام" تعززت أيضاً، بعد العراقيل التي برزت إثر توجه قوافل دوما إلى ريف حلب الشمالي، حيث كان هناك تدقيق إضافي من الجانب التركي على القادمين من دوما، فيما شددت حواجز فصيل "هيئة تحرير الشام" في الشمال السوري، تدقيقها على المارة من مهجري الغوطة الشرقية ودوما.
وعممت الهيئة أسماء وصور مطلوبين تابعين لفصيل "جيش الإسلام"، على الحواجز المنتشرة في مناطق مختلفة من محافظة إدلب وريفها.
وفي الشمال السوري، قامت "هيئة الإغاثة الإنسانية" التركية، بنصب 350 خيمة للأسر المهجّرة من الغوطة الشرقية في ريف إدلب. وأوضح سليم طوسون مسؤول الهيئة الإعلامي في سورية، في حديث لوسائل إعلام تركية، أنّ الهيئة ستبني مدرسة وخزان مياه داخل المخيم.